منتديات رغد الشمال

منتديات رغد الشمال (http://www.rag7d.com/vb/index.php)
-   ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث (http://www.rag7d.com/vb/forumdisplay.php?f=179)
-   -   قبسات نبوية مباركة (http://www.rag7d.com/vb/showthread.php?t=21592)

الغارس 05-06-2018 11:30 AM

قبسات نبوية مباركة
 

قبسات نبوية مباركة



كان رسول الله صلى عليه وسلم أحسن الناس سمتاً وعشرة، وأكملهم أدبا وخُلُقاً، وقد وصفه الله سبحانه بذلك فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4) ، فما من خصلة من خصال الخير إﻻ‌ ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها ، شهد له بذلك القاصي والداني ، والعدو والصديق ، ومن ثم كانت مكارم اﻷ‌خﻼ‌ق سمة بارزة في قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وسيرته .

وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أخﻼ‌ق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ( كان خلقه القرآن )(أحمد) ، وتريد بذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان في مسلكه الخُلُقي محققاً ﻷ‌دب القرآن في كل ما أحبه الله من الصفات الطيبة واﻷ‌خﻼ‌ق العظيمة ..

ومِن ذلك أن الله تعالى أمر بالوفاء بالعهد فكان صلى الله عليه وسلم أوفى الناس بعهده ، وأمر بالتواضع فكان أكرم الخلق تواضعاً، وأمر بالعبادة فكان أكثر العباد إقباﻻ‌ً على العبادة ، وحث على الشجاعة فكان أشجع البشر ، وحبب للمؤمنين الصفح والعفو فكان صلى الله عليه وسلم أعفى الخلق وأصفحهم ، وحض على الرحمة والبر فﻼ‌ يُعرف من يدانيه رحمة وبراً..



وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يترجم بفعله أكرم اﻷ‌خﻼ‌ق التي رغب الله فيها عباده الصالحين ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت ﻷ‌تمم مكارم اﻷ‌خﻼ‌ق )(أحمد) .



فتثبيت الفضائل الخلقية وغرسها في البشرية كان بمثابة الهدف اﻷ‌على لرسالته صلوات الله وسﻼ‌مه عليه ..

الشجاعة المحمدية :

الشجاعة خلق فاضل ووصف كريم ، ﻻ‌ سيما إذا كانت في العقل والقلب ، وفي الناحيتين المعنوية والحسية على السواء ، وصاحبها من أهل اﻹ‌يمان والعلم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم مثﻼ‌ً أعلى في الشجاعة كلها .
وقد تجلت شجاعته المعنوية في وقوفه بدعوته الربانية في وجه الكفر وأهله ، إذ كان العالم حين بُعِث صلى الله عليه وسلم قد انصرف عن طريق الله ، وغرق في بحر من المعاصي واﻵ‌ثام والشرك ، فثبت النبي صلى الله عليه وسلم على دعوته يحتمل في سبيلها أشد ألوان اﻷ‌ذى والبﻼ‌ء .. وقد حاولت قريش معه مختلف الوسائل من اﻻ‌ضطهاد واﻹ‌يذاء ، واﻹ‌غراء بالمال والنساء ، والزعامة والملك ، فلم يزدد النبي صلى الله عليه وسلم إﻻ‌ ثباتاً على دينه ، وتصميماً على إبﻼ‌غ دعوته ، حتى كتب الله له الفﻼ‌ح والنصر ، وأظهر دينه على الدين كله ..





أما شجاعته الحسية فعجب من العجب ، يشهد له بها أهل البطولة ، إذ كان من الشجاعة والقوة بالمكان الذي ﻻ‌ يجهل ، حضر المواقف والمعارك الصعبة ، وفر عنه اﻷ‌بطال والشجعان ، وهو ثابت ﻻ‌ يتزحزح ، ومُقْبِل ﻻ‌ يدبر، وما شجاع إﻻ‌ وقد أحصيت له فرة إﻻ‌ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال علي رضي الله عنه : ( كنا إذا حمي البأس ، واحْمرَّت الحَدَق ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه )(أحمد) .

وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة ، فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد استبرأ الخبر وهو على فرس ﻷ‌بى طلحة عُرْي (مجرد من السرج) ، وفي عنقه السيف ، وهو يقول : لم تراعوا ، لم تراعوا .. )(البخاري).. لم تراعوا، لم تراعوا: أي ﻻ‌ تخافوا وﻻ‌ تفزعوا .. وفي ذلك بيان لشجاعته صلى الله عليه وسلم ، حيث خرج قبل الناس وحده لمعرفة اﻷ‌مر ليطمئنهم ..

واﻷ‌مثلة التطبيقية العملية من حياة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي تدلل على شجاعته وثباته كثيرة فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقدم أصحابه في الجهاد في سبيل الله ، وقد شج وجهه ، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد .

وفي يوم حنين ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في وجه اﻵ‌ﻻ‌ف من هوازن ، بعد أن تفرق عنه الناس خوفا واضطراباًً من الكمين المفاجئ الذي تعرضوا له .
ويصف البراء بن عازب رضي الله عنه الموقف فيقول لرجل سأله : أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة ؟ ، فقال : ( أشهد على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولَّى ، ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر(من ﻻ‌ سﻼ‌ح معهم) إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل كأنها رِجْل(قطيع) من جراد فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول : أنا النبي ﻻ‌ كذب . أنا ابن عبد المطلب . اللهم نزِّل نصرك .. قال البراء : كنا والله إذا احمر البأس(الحرب) نتقى به، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به . يعنى النبي - صلى الله عليه وسلم - )(البخاري).

قال ابن كثير في تفسيره بعد سياق هذا الحديث : " .. وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة ، أنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى ، وقد انكشف عنه جيشه ، وهو مع هذا على بغلة ، وليست سريعة الجري ، وﻻ‌ تصلح لفر وﻻ‌ كر وﻻ‌ هرب ، وهو مع هذا يركضها على وجوههم وينوه باسمه ، ليعرف من لم يعرفه - صلى الله عليه وسلم - دائما إلى يوم الدين ، وما هذا كله إﻻ‌ ثقة بالله ، وتوكﻼ‌ عليه ، وعلما منه بأنه سينصره ، ويتم ما أرسله له ، ويظهر دينه على سائر اﻷ‌ديان " ..

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَزَاة قِبَلَ نَجْد، فأَدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القائلة في واد كثير العِضَاهِ (شجر فيه شوك) ، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِن أغصانها ، وتفرّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر .. قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ رجﻼ‌ أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي ، والسيف صَلْتا(مسلوﻻ‌) في يده ، فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ ، قلت : الله ، فشامَ السيف(َرده في غِمْده)، فها هو ذا جالِس ، ثم لم يعرِض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )(مسلم) .


قال ابن حجر في فتح الباري : " وفي الحديث فرط شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة يقينه ، وصبره على اﻷ‌ذى ، وحلمه عن الجهال " .

لقد كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وأخﻼ‌قه مضرب المثل والقدوة ، فهو شجاع في موطن الشجاعة ، قوي في موطن القوة ، عفو في موطن العفو ، رحيم رفيق في موطن الرحمة والرفق ، فصلوات الله وسﻼ‌مه عليه ..

براءة مشاعر 06-06-2018 02:36 AM

رد: قبسات نبوية مباركة
 
جزاك الله خير

الغارس 06-06-2018 10:55 AM

رد: قبسات نبوية مباركة
 
براءة مشاعر


يسعدني تواجدكم عبر حروف موضوعي

و تعليقكم اثرى محتواع
فالف مليون شكر لكم

пαнεɔ 06-06-2018 03:17 PM

رد: قبسات نبوية مباركة
 
جزاك المولى خير الجزاء ووفقنا الله للعلم النافع

الغارس 06-06-2018 05:51 PM

رد: قبسات نبوية مباركة
 
مروركم اسعدني و اثلج صدري كل الاحترام


ناهد نصار

غصة الوريد 13-06-2018 12:20 AM

رد: قبسات نبوية مباركة
 
جزاك الله خيرا
وجعلة في ميزان حسناتك
لاهنت

الغارس 13-06-2018 02:49 AM

رد: قبسات نبوية مباركة
 
شكرا جنون انثى

على المرررور لموضوعي


الساعة الآن 02:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

a.d - i.s.s.w

اختصار الروابط