عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2014, 07:09 PM   #1
مداد اليراع



الصورة الرمزية مداد اليراع
مداد اليراع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 27-03-2024 (11:53 PM)
 المشاركات : 30,157 [ + ]
 التقييم :  1468201270
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي عندما يهبط طائر الحرف



عندما يهبط طائر الحرف


ابتزاز الرجال


سارع رجال الهيئة بالرياض إلى إفاقة شاب بعد أن فقد وعيه في مركزهم، إثر رؤيته صورا لأخته أرسلها مبتز على هاتفه أثناء تقديمه بلاغا ضده عندهم، وعندما أفاق قال بشكل هستيري: اقبضوا على هذا المجرم وإلا قتلته. ما سبق كان جزءا من قصة وردت في أخبار إحدى الصحف في الأيام السابقة. ورغم أن هذه القصة انتهت بشكل محزن فقد تطلقت الفتاة فورا من زوجها بعد أن أرسل ذلك المبتز ذات الصور إلى هاتف زوجها وهاتف والده أيضا -في تصرف يشير إلى أسوأ درجات الخلق- إلا أنه بشكل عام تظل هذه القصة من أهون القصص التي وقفت عليها بشكل موثق في قضايا الابتزاز، فقصص الابتزاز في كثير من حالاتها تنتهي بمأساوية، فسلوك الابتزاز يستحث فعل الجريمة لكل أطرافه حتى الضحايا منهم، بمعنى أن الضحية تراوده في كثير من اللحظات فكرة التخلص من المبتز بطريقة سرية خالية من الفضائح من وجهة نظره، فيفكر في إنهاء حياة المبتز حتى ينتهي من وطأة الضغط النفسي العنيف عليه، فهو



قصص الابتزاز في كثير من حالاتها تنتهي بمأساوية، فسلوك الابتزاز يستحث فعل الجريمة لكل أطرافه حتى الضحايا منهم



أمام خيارين كلاهما أمر من الآخر. فالأول، أن لا يرضخ لابتزاز المجرم وبذلك عليه أن يتوقع أن يحدث له ما هو خائف منه كما حدث مع قصة الفتاة السابقة، أما الثاني، فأن يتخلص من المجرم بقتله وهذا قرار أصعب من الأول لكن لحظات الضعف والخوف التي يعاني منها المبتز تجعله مشوشا وغير قادر على تقدير الأمور بطريقة صحيحة وقد يرى فيه الخيار الأقرب والأسلم.. يزداد الأمر سوءا في قضايا ابتزاز الرجال للرجال فهي التي تنتهي بدموية في أغلب أحوالها حتى وإن طالت فصولها وظن الجاني فيها أنه مسيطر على ضحيته. لقد أعطت وزارة الداخلية أهمية لهذه القضية ممثلة في وزيرها، عندما أدرج جريمة الابتزاز ضمن قائمة العشرين جريمة الموجبة للتوقيف والمصنفة ضمن الجرائم الكبيرة.


وقبل الحديث عن أي قانون أو تشريع يخص عقوبات وضبط جرائم الابتزاز علينا لفت النظر إلى أن التوعية بهذه القضية لم تأخذ حقها كفاية ليس في الحديث عنها، فهي متداولة كثيرا في وسائل الإعلام ومحط اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل المدارس والأسر إلا أنها لم تأخذ في اعتبارها فاعلا مهما في القضية وهو المبتز نفسه، فدائما جانب التوعية ينصب على الضحية وإعطاء التعليمات له بعد الوقوع في فخها أو النصائح لتداركها..
والجانب المغفل هنا أنه يجب توجيه تنبيهات توعوية مهمة للمجرم ذاته سواء ذكرا أو انثى، في أن السلوك الإجرامي الذي يرتكبه (هو) يجعله معرضا لخطر أكبر من الذي يمارسه على ضحيته من عدة جهات، فهو معرض لخطر انتقام الضحية الذي يأخذ أشكالا ضارة أبسطها إلحاق الأذى الجسدي وأقصاها القتل، أما الجهة الثانية فإنه معرض للعقاب من الجهات الرسمية في حال اكتشاف أمره ومعرض للنظرة الدونية في وسطه القرابي والاجتماعي.. بشكل عام يساهم في السلوك الابتزازي في الوسط الخاص بالعلاقات العاطفية تحديدا هو أننا لا نتعامل مع أخطاء البنات بشيء من التسامح والنسيان والغفران الاجتماعي بل نتخذ موقفا جازعا وشرسا ومخيفا نضعه في اعتبار كل فتاة تفكر أن تخطئ ونحن بهذا الموقف لم نضع حدا لارتكاب الأخطاء عندهن لأن الخطأ متوقع وهو صفة في الجبلة البشرية بل وضعنا حاجزا كبيرا من عدم الصراحة معهن وجعلناهن صيدا سهلا لجريمة الابتزاز.



للكاتبة طرفة عبدالرحمن



جريدة اليوم صفحة (25) الراي رقم العدد (14928) لهذا اليوم الثلاثاء الموافق1435/6/29هـ 2014/4/29م




uk]lh dif' 'hzv hgpvt dif' uk]lh



 

التعديل الأخير تم بواسطة غصة الوريد ; 03-08-2018 الساعة 08:06 PM

رد مع اقتباس