عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2012, 12:25 AM   #2
{ سبآت ..!
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية { سبآت ..!
{ سبآت ..! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 799
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 04-02-2013 (11:39 AM)
 المشاركات : 1,941 [ + ]
 التقييم :  337908
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
يآرب وإنْ جَآتَكْ الدْعَوآتْ مَكْسُورَه
إفْرِد جَنَآحْ الرْضَآ وإجْبِر
| خَوآطرْنَ
آ
لوني المفضل : Firebrick
افتراضي




*|| مكمن الـــداء :-

إن الخطوة الأولى لعلاج هذا الداء هي الوقوف على مكمنه ، ووصفه وصفاً صحيحاً

ولكي يحدث ذلك لنتدبر سوياً قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌۭ }

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد قراءة هذه الآية الكريمة بتدبر هو هل نستشعر معية الله

عند وقوعنا في المعصية التي لا يرانا فيها غيره ؟

هل نعلم يقيناً أنه مطلع علينا ؟
إن قال قائل لا أعتقد أن الله يراني حال وقوعي في المعصية لذلك تجرأت

فإنه قد كفر فإن من الإيمان بالله أن تؤمن بأسمائه وصفاته فهو سميع بصير

( قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَـٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ )
فهو يعلم سرنا وجهرنا ويسمع كلامنا ويرى مكاننا ولا يخفى عليه شيئاً من أمرنا ... سبحانك اللهم ربنا
إذن نعلم أنه يرانا ونعلم أنه يغضب إن عصيناه وبالرغم من ذلك نقع في الذنب .. لما ؟


الجواب عند بن الجوزي رحمه الله حين قال :


( تأملت وقوع المعاصي من العصاة ، فوجدتهم لا يقصدون العصيان وإنما يقصدون موافقة هواهم
فوقع العصيان تبعا . فنظرت في سبب ذلك الإقدام مع العلم بوقوع المخالفة
فإذا به ملاحظتهم لكرم الخالق ، وفضله الزاخر . ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته ، ما انبسطت كفٌ بمخالفته ).

هذه مشكلة الكثير منا أنا نتعلق برحمة الله وكرمه وجوده ومغفرته وحبه لتوبة التائبين
وليس في ذلك عيب إلا أننا جعلناه باب للوقوع في المعاصي وما تأملنا عظمة الله وهيبته وغضبه وعذابه.


*|| الطريق إلى الــــدواء :-

(( قاعدة أساسية سليمة وأعمدة قوية يتم البناء ))
إن القاعدة الأساسية لعلاج ذنوب الخلوات وأول الطريق إلى الدواء
هو أن نرفع جانب الخوف عندنا على جانب الرجاء ، نعم نتلو قوله تعالى
{ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ } ولكن نتم الآية
{ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ } ،

نتلو قوله تعالى {۞ نَبِّئْ عِبَادِىٓ أَنِّىٓ أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }
ونتبعها بما يليها { وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلْأَلِيمُ }
فلا يكفي أن نتفكر في كرم الله ومغفرته ورحمته وننسى عذابه
فهذه القاعدة هي عمل قلبي عظيم كي نستشعر عظمة الله فتزيد هيبته في قلوبنا فنمتنع عن فعل المعصية
فتعمل بقول القائل "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى عظمة من عصيت"

وإذا خلـوت بريبة في ظلمة .... والنفس داعيـة إلى طغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها .... إن الذي خلق الظلام يراني

كان من دعاء النبي صلَّ الله عليه وسلم( اللهم أقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك )
فالخوف من الله في هذا الباب أمر محمود ومأمور لأنه يدفع العبد لاجتناب ما نهى عنه الله
وقد أثنى الله عزوجل على عباده المؤمنين وقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ }
وقال أيضاً سبحانه {وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ }
وبعد رسوخ هذه القاعدة العظيمة نضيف أسباب أخرى معينة وهي بمثابة الأعمدة القوية ليتم البناء :-\

1- تجديد التوبة :

{وَمَن يَفْعَلْ ذَ‌ٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًۭا ﴿٦٨﴾ يُضَـٰعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِۦ مُهَانًا ﴿٦٩﴾
إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًۭا صَـٰلِحًۭا فَأُو۟لَـٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمْ حَسَنَـٰتٍۢ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا }
ليس معنى وقوع العبد في الذنب أن يترك التوبة أو أن الله لا يتوب عليه ، بل الواجب على من أبتلي بهذا الابتلاء
أن يجدد التوبة دائماً وليحسن الظن بربه وإن تكرر الذنب فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وكل توبة صادقة تجب ما قبلها.

2- الدعاء والتضرع إلى الله :

{ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ } .. { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

ندعو الله ونسأله أن يعيننا سبحانه وتعالى على التخلص من هذا الداء
ونتحرى في ذلك أوقات الإجابة كالوقت بين الآذان والإقامة ودبر كل صلاة مكتوبة
والساعة الأخيرة من يوم الجمعة والثلث الأخير من الليل
وكذلك نأتي بأسباب القبول كاليقين في الإجابة والإلحاح على الله في الدعاء والذل
والانكسار بين يدي العزيز الجبار وحضور القلب واستشعار عظمة الله وغيرها.

3- الإكثار من ذكر الله :

لا شك أن محافظة العبد على أذكار الصباح والمساء ودبر الصلوات
وأن يشغل لسانه دائماً بذكر الله كل ذلك يجعله في معية الله دائما وحفظه ورعايته (أحفظ الله يحفظك )
فيحفظك سبحانه من الوقوع في مثل هذه المعصية ويشغلك بطاعته.

4- الصلاة على وقتها وفي جماعة وخاصة صلاة الفجر:

{ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۗ }
إن الحفاظ على صلاة الجماعة مع استحضار القلب ومجاهدة النفس للوصول للخشوع تعين العبد على ترك المعاصي
وعلى سرعة العودة والتوبة إن وقع فيها وعلى العكس من ذلك للذي يتهاون عن صلاة الجماعة أو يؤخرها
قال النبي صلَّ الله عليه وسلم " من صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله حتى يمسي "
تضييع صلاة الفجر عند الكثير ممن يتسمون بالالتزام ظاهرياً أمر خطير
والمحافظة عليها تجعلك في ذمة الله ومن كان في ذمة الله وقاه وكفاه.

5- الإقبال على طلب العلم :

{ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَـٰٓؤُا۟ ۗ }
فإن طلب العلم يزكي النفس ويرفع من خشية العبد لربه في السر والعلن
كما أن شغل وقتك بالمفيد من قراءة أو تدبر قرءان أو حضور مجالس العلم أو استماع للمحاضرات كل ذلك يشغلك عن المعصية
فإن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.


جعلنا الله وإياكم من يخشى الله في السر والعلن



 


رد مع اقتباس