عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2016, 03:10 AM   #2
دعاء 27
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية دعاء 27
دعاء 27 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1904
 تاريخ التسجيل :  Sep 2016
 أخر زيارة : 15-10-2022 (07:12 PM)
 المشاركات : 986 [ + ]
 التقييم :  2147483647
لوني المفضل : Cadetblue
Icon15 رد: الطريـق إلى الله ..2



.
.

هل أحسست برغبة تدفعك إلى العبادة ؟ ؛
رغبة ملحة تقيمك وتقعدك ، ولا تجد راحتها إلا ابتهالاً إلى الله ، واستسلاماً لله ؟
وهل خشعت نفسك وأنت تلبي هذا الهاتف الذي يدفعك إلى الله ، واهتز وجدانك وشعرت بالقشعريرة تسري في كيانك ؟
هل أحسست انك لست في عالم الأرض ؛ لست في تلك
البقعة التي يحددها الزمان والمكان المعلوم ، و أنك لست هذه الوشائج والعضلات والعظام ؛
وإنما أنت أمام الله ومع الله ، و أنت كيان لا حدود له ولا رسم ، لأنك روح تقبس من روح الله ؟


إنها الطريق إلى الله ..




هل أحنقك الشر يمرح في الأرض ؟
هل أحسست بهزة الغضب وأنت ترى الظلم يقع عليك وعلى غيرك من بني البشر ؟
هل رأيت أنه لا يجوز لك أن تسكت وأنه ينبغي أن تتحرك وتثور ؟ وانك أنت .. أنت قبل
غيرك ، ينبغي أن تقول لهذا الشر مكانك ، فقد جاوزت حدك .؛
وهل علمت أنك لا شك متعرض للأذى حين لا تسكت على الظلم ، وحين تأخذ على عاتقك أن تقاومه وتعترض سبيله ؟
وهل علمت أن الأذى قد يشتد عليك حتى ليسلبك الراحة والأمن و رغد العيش .. وقد يسلبك الحياة ..؛
ثم ظلت نفسك على غضبها ، وعلى عزيمتها في الوقوف للظلم و صد العدوان ؟


إنها الطريق إلى الله ..



هل ضاقت نفسك بالحياة فما عدت تطيق آلامها وقسوتها ؟
هل تملَّكك الضجر واليأس ، وأحسست بالحاجة إلى الشكوى ؟
هل تلفت حولك فلم تجد من تشكو إليه ؟ لم تجد الصفي الذي يخلص لك حتى لتفتح له نفسك دون
تحرج وتطلعه على كل خفاياك ؟ أو لم تجد راحة في شكواك إلى الناس ؟
؛
ثم هل تطلعت إلى السماء وانفجرت بالشكوى ؟ ؛ هل وجدت الله وشكوت له بثك ونجواك ؟
هل أحسست أن هذا الحمم الذي تطوي ضلوعك عليه قد تدفق وتدفق ، وسال كلمات على لسانك وعبرات في عينيك ،
وأنك أرسلتها كلها إلى القوة الكبرى القاهرة التي تملك كل شئ وتقدر على كل شئ ؟ ؛
وأحسست بالراحة والبرد والسلام إذ انطلقت تلك الشحنة الحبيسة و وصلت إلى غايتها ؟ ،
وهدأت نفسك أنك أودعتها حيث ينبغي أن تودع وحيث لا تضيع ؟


إنها الطريق إلى الله ..




هل ألممت بذنب ؟ هل جمحت نفسك فانطلقت من عقالها ، وأنت تغالبها فتغلبك ؛
أو تسكت عنها منذ البدء فتنطلق إلى حيث يغويها الشيطان ؟
هل وقعت الواقعة وانتهى الأمر ولم يعد إلى مرد من سبيل ؟

وهل أفقت من غفوتك على لذعات ضميرك ؟
هل نكست رأسك خجلاً من نفسك أن ضعفت وتلاشيت أمام الإغراء ؟
هل أحسست أنك لا شئ ؟ أنك تافه لا تستحق التقدير والاحترام ؟

هل انقلبت خطيئتك سجناً يحيط بك من كل جانب ، لا مهرب منه إلا إليه ،
و حيثما توجهت سد عليك الأفق وحجبه بالظلمات ؟
و هل ضاقت نفسك بالحياة ؟ ..
ثم ..
هل انفتحت كوة من عالم الغيب ودخل منها بصيص من النور ؟
هل استروحت نسمات تدخل إليك من عالم سحيق ؟
هل أحسست بسمة حانية تطل عليك من ملكوت الله ؟
هل أحسست يداً رفيقة تأخذ بك من كبوتك ؟
هل أحسست صوتاً يهتف بك :
" والله يحب المحسنين ، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم - ومن يغفر الذنوب إلا الله – ولم
يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون . أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم
و جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين " .

وصوتاً آخر يهتف بك :
" كل ابن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين التوابون " .

وهل غمرتك غمرة من نور ؟
وهل اندفعت قائماً تذكر الله وتستغفر الله ، وتتوب إليه ،
وتمسح الخطيئة من ضميرك ، وتعزم عزمة الواثق أن لن ترجع إليها ..

وهل أحسست أنك مندفع إلى الله أكثر حماسة مما كنت من قبل ،
وأشد تعلقاً به مما كنت من قبل ، وأكثر إقبالاً على نوره مما كنت من قبل ..


إنها الطريق إلى الله ..




هل أحسست – وقد فرغت من عملك ومن جهاد يومك – أنك لا تملك من أمر نفسك شيئاً ؟
وانك مهما عنيتها بشئون الحياة فليس من وراء ذلك إلا تعب الخاطر ومشغلة الفكر ؟ ؛
وأن عليك أن تسعى ولكنك لا تملك نتيجة السعي ولا تعلم أيان مرساه ؟

هل شعرت أن القوة الكبرى هي التي تدبر كل شئ وتمنح كل شئ ؟
هل شعرت انك أديت واجبك كما ينبغي ، وفي حدود طاقتك ، وأنه ليس في وسعك بعد ذلك إلا أن تنتظر أمر الله ؟
وهل حداك هذا إلى أن تكل أمرك إلى الله وتضع في رعايته الحمل الذي يثقل ظهرك والمشغلة التي تأكل فؤادك ؟
وهل أحسست أنك آمن على هذا الحمل حقاً وهو في رعاية الله ؟ وأنه هناك كأنك أنت الساهر على حراسته ؟
وهل ملأت قلبك الطمأنينة إليه ؟ ونمت وفي خاطرك أنه
يرعاك وأنت نائم ، ويدبر لك أمرك وأنت غاف عن الإدراك ؟


إنها الطريق إلى الله ..




الداعية والأديب محمد قطب


















 
 توقيع : دعاء 27




التعديل الأخير تم بواسطة دعاء 27 ; 19-11-2016 الساعة 03:16 AM

رد مع اقتباس