عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2018, 07:01 AM   #1
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 17-04-2024 (09:06 PM)
 المشاركات : 12,006 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي الفرق بين النصيحة والتعيير



هناك فرقًا بين تصيُّد الأخطاء وبين تصحيحِها؛
فالأولُ إنما هو من بابِ التعيير والتشهير والتشفِّي،
والثاني من بابِ بيان النُّصح بالحقِّ والدعوةِ إليه،
فالبَونُ شاسِعٌ بين التعيير والنُّصح،
((البونُ : مسافةُ ما بين الشيئين ))
كما هو شاسِعٌ أيضًا بين ما كان لحظِّ النفس وما كان لله،
(( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ )) [النحل: 96].

ثم إن من المُجرَّبَ المُشاهَدَ:
أن المُعيِّرين الذين يُشهِرون غيرَهم بالأخطاء تدورُ عليهم الدوائِر،
فيقَعون في الحُفَر التي حفَرُوها للمُعيَّرين؛
لأن التعيير داءٌ مُنصِفٌ يفعلُ بالمُعيِّر فعلَه بالمُعيَّر،
والجزاءُ من جنسِ العملِ.

وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي:
«من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمُت حتى يعملَه».
ولأن في التعيير شماتةً ظاهرةً تَحيدُ بالمرءِ عن معالِي الأمور إلى مُنادَمَة سِفسافِها؛
في الحديث الذي حسَّنه بعضُ أهل العلم:
«لا تُظهِر الشماتةَ بأخيك، فيرحمُه الله ويَبتَليك»؛ رواه الترمذي.

إنه ليُدرِكُ كلُّ ذي لُبٍّ وبصيرةٍ أن ما يسمعه ويراه عبرَ الرَّائِي أو الأثير أو مواقع التواصُل،
ليُدرِك بوضوحٍ عِظَم الحاجة إلى أدبِ الحديثِ والمُحاوَرَة،
وحفظِ الحقوق والحُرُمات، والنَّأْيِ بالنفس عن تتبُّع العورات والشماتة وبذَاءَة اللسان.

فكما أن في تلك المواقع فوائد عُظمَى لنشر الخير،
والدعوة إلى الحق على بصيرةٍ، وأن الكلمة الطيبة التي تسمعها ألفُ أذن،
وتقرؤها ألفُ عين، أعظمُ أجرًا مما يسمعه أقل من ذلك،
فكذلك الكلمةُ الخبيثة تكونُ أعظمَ إثمًا،
وأثقلَ وِزرًا إذا كثُر مُستمِعُوها وقارِئُوها؛ فإن اللسانَ بريدُ القلب،
والقلمَ بريدُ اللسان.
ولقد صدقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حينَ قال:
«وهل يكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم - أو على مناخِرهم -
إلا حصائِدُ ألسِنَتهم»؛ رواه الترمذي.

إن العقلَ الناضِجَ لا ينتابُه شكٌّ البَتَّة في أن لسانَ المرءِ وقلمَه
هما شِعارُ حقيقته ومخبَرِه، فكما أن في البشر لسانَ صِدقٍ وعِفَّةٍ وأناةٍ،
فإن فيهم لسانَ كذبٍ وتطفُّلٍ وطيشٍ.

فلأجل ذلكم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«تُصبِحُ الأعضاءُ تُكفِّرُ اللسان، تقول: اتَّقِ اللهَ فينا،
فإن استقمتَ استقَمنا، وإن اعوجَجتَ اعوجَجنا»؛
رواه أبو يعلى بسندٍ حسنٍ.




hgtvr fdk hgkwdpm ,hgjuddv hgkwdpm



 


رد مع اقتباس