عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-2011, 03:23 AM   #1
ام راشد
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية ام راشد
ام راشد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 39
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 20-04-2013 (06:46 AM)
 المشاركات : 3,078 [ + ]
 التقييم :  85587
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يابن اّدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى



بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول ربكم تبارك وتعالى,يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى و أملأ يديك رزقا , يا ابن آدم,لا تباعد مني فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلاّ)حديث صحيح الإسناد أقره الذهبي والألباني,تعجباّ من بن آدم ,الله الرحمن الرحيم يأمرهم للخير ليس في الأخرة فقط حتى في الدنيا ,ونرى الكثير منهم لايعمل بما أمره الله,هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، ولا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية, من صلاة وصيام وحج وذكر وغير ذلك, فحسب ، ولكنها تمتد لتنتظم حياة الإنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها بحيث لا يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)ولا يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ، وفي مقدمتهم نبيّنا محمد ,صلى الله عليه وسلم، الذي خاطبه ربه جل وعلا في أعلى مقاماته,مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء ,بوصف العبودية ، باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان ، فقال سبحانه(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)وكلما ازداد العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته,وكل من تعلق قلبه بمخلوق وأحبه ، وعلق عليه نفعه وضره فقد وقع في ربقة الرق والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرق والعبودية في الحقيقة ، هو رق القلب وعبوديته، وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ، كلما قويت عبوديته وحريته عما سواه ، كما قيل,احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره,ولهذا فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها,وكم من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب وليست بما في الأيدي,سئل أبو حازم فقيل له ,ما مالك, قال, لي مالان لا أخشى معهما الفقر, الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس، وقيل لبعض الحكماء,ما الغنى, قال, قلة تمنيك ، ورضاك بما يكفيك،وهذا الحديث العظيم يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في حياته الدنيا ، هذا العلاج هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل ، والاهتمام بأمر الآخرة ، فإن العبد إذا شغله هم الآخرة أزاح الله عن قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب ويتجرد من كل الأشغال، يقول, صلى الله عليه وسلم( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك )
وقال الرسول,صلى الله عليه وسلم( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )قال الإمام ابن القيم رحمه الله (إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمّه ، وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه,فعلى العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن الرزق الذي قُدر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص هي السبب لوصول الأرزاق,




dhfk h~]l jtvy gufh]jd HlgH w]v; ykn



 


رد مع اقتباس