وفي عام 1395 هجرية أصدر الملك خالد بن عبد العزيز –رحمه الله- أمراً ملكيا بتعيين الشيخ
ابن باز رئيساً عاما لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير..
وفي عام 1414 هجرية وبمقترح من الشيخ ابن باز صدر أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد –رحمه الله- بإنشاء وزارة للشؤون الإسلامية وتعيين ابن باز مفتياً عاماً للديار
السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء، حيث ظل يشغل هذا المنصب إلى أن لقي ربه...
وقد عُرف ابن باز كمحدث وعَلَم من أعلام الإسلام في هذا الزمان، فقد برز في علوم الحديث بعد أن
قرأ كتب السنة ووعاها، وباتت فتواه ومحاضراته ودروسه المكتوبة والحية وعبر برنامجه الشهير
(نور على الدرب) الذي تبثه إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية
السعودية معيناً لا ينضب للباحثين عن الهداية والراغبين في الاستزادة من علوم الشرع في
أنحاء المعمورة..
حاز الإمام –رحمه الله- على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1402 هـ
وتبرع بقيمتها إلى دار الحديث؛ دعماً لطلاب الحديث ورعاية لهم،
وهذا مما يدل على اهتمام الإمام البالغ بالحديث الشريف..
قال عنه الشيخ الشهيد أحمد ياسين –رحمه الله-:
( كان ابن باز علامة ومرجعا إسلاميا على النطاق العالمي، له باع طويل في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، ولن أنسى موقفه حين جاءه بعض الناس يطلبون رأيه بالسلام مع إسرائيل فقال: إن أرض فلسطين كلها أرض وقف إسلامي لا يمكن التفريط بها أو التنازل عنها )..
وقال عنه الشيخ د.عايض القرني :
إن قام سوق العلم فهو كمالك
أو مد باع الزهد فــالشيباني
أو غاص في التفسير قلت مجاهد
والفــقه والتــعليم كالـــنعمان
وإذا تزاحمت الوفود فحـــاتم
وكـــأحنف في الحلم والغفـــــران
وفاته :
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس 27 محرم عام 1420 هـ عن عمر يناهز التسعين عاماً،
وصُلّي عليه بالحرم المكي الشريف يوم الجمعة 28 محرم، كما صُلّي عليه صلاة الغائب في جميع
مساجد المملكة والعديد من المساجد في الدول العربية والإسلامية، وتم دفنه في مقبرة العدل
بمكة المكرمة..
رحم الله شيخنا الجليل وأسكنه فسيح جناته من النبيين والصديقين والشهداء..
بهذا أحبتي أختم معكم سلسلة (أيتام غيروا مجرى التاريخ)....