عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2018, 10:53 PM   #1
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 28-03-2024 (04:23 AM)
 المشاركات : 11,831 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي قصة البطل العسكري العظيم لروما



قصة البطل العسكري العظيم لروما. جناتوس ماركيوس الشهير بأسم ( كريولانوس).
قبل أن يدخل كريولانوس معترك السياسة كان أسمه يستثير الرهبة و الإعجاب في قلوب الناس. كانت إنجازاته في الحروب تظهره رجلاً عظيما في شجاعته، ولأن الجموع لم تكن تعرف عن شخصه الكثير فقد أحاطوا أسمه بكل هالات المجد الأسطورية، لكن في اللحظة التي ظهر فيها أمام الناس زال عنه السحر و العظمة.
كريولانوس البطل العسكري العظيم في روما القديمة، استطاع في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد أن يحقق انتصارات كبيرة في معارك هامة كما أنقذ روما من الدمار مرات عديدة، و لأنه كان قد قضى الجزء الأكبر من حياته في ساحات المعارك لم يكن الكثيرون في روما يعرفون شخصيته مما جعل منه أسطورة حية. في عام 554 ق.م قرر كريولانوس أن يستغل مكانته العسكرية في ميدان السياسة وأن يرشح نفسه للانتخابات كقنصل وكان هذا أرفع منصب في روما. كان مرشح لهذا المنصب يلقي في بداية السباق الانتخابي خطاباً للجمهور. حين ظهر كريولانوس امام الناس بدأ بعرض عشرات الجروح التي أصابته طوال سبعة عشر عاما من القتال من أجل روما، بعدها لم يستمع الكثيرون إلى الخطبة المطولة التي ألقاها. كانت الندوب (أثار الجروح) وحدها كدليل حي على شجاعته و إخلاصه للوطن كافية لتحريك دموع الناس و أسر قلوبهم، و بدا أن انتخاب كريولانوس للمنصب قد بات مؤكداً. لكن حين جاء يوم الاقتراع أنضم مباشرة إلى المكون من مجلس الشيوخ و النبلاء. انزعج الجموع من هذه الثقة المتغطرسة بالذات في الانتخاب. خطب كريولانوس في الناس مرة أخرى لكن هذه المرة كان كلامه موجها في أغلبه للنبلاء و الأغنياء الذين جاء بصحبتهم. كانت كلماته متخمة بالغطرسة و الخيلاء، معلناً ثقته التامة في الفوز بالانتخابات و متباهيا بإنجازاته في المعارك، و ألقى دعابات سمجة لا تروق إلا للسادة و كال الاتهامات الغاضبة لخصومه مبشرا بالثراء الواسع الذي سوف يجلبه لروما. هذه المرة كان الناس يصغون، لم يدركوا من قبل أن في داخل هذا البطل الأسطورة شخص متبجح و دنيء. انتشرت أخبار خطبة كريولانوس الثانية بسرعة في أرجاء روما و تحول عنه الناس و عزموا على أن لا يفوز في الانتخابات. انهزم كريولانوس و عاد إلى أرض المعارك وفي داخله شعور بالمرارة و أقسم على الانتقام من الناس الذين خذلوه. بعدها باسابيع وصلت إلى روما سفينة حبوب وكان الشيوخ متأهبين لتوزيعها بين جميع سكان المدينة، لكن في اللحظة التنفيذ جاء كريولانوس إلى قاعة مجلس الشيوخ و خاطبهم محتجا بأن التوزيع سيضر بالمصالح العليا لروما، و استطاع بالفعل ان يشكك في جدوى التوزيع ولم يقف عند هذا الحد بل شكك في مبدأ الديمقراطية ذاته ودافع عن التخلص من نواب الشعب و المدافعين عن حقوق العوام و دعاهم إلى جعل الحكم في يد النبلاء. حين وصلت أخبار تلك الخطبة إلى أسماع الناس فاق غضبهم كل الحدود، وتم إرسال مندوبين إلى مجلس الشيوخ يطالبون أن يعتذر كريولانوس، لكنه رفض. اندلعت المظاهرات و الشغب في كل مكان بالمدينة، فصوت الشيوخ بتوزيع الحبوب خوفا من عقاب الشعب، رضي المندوبون لكن غضب الناس لم يهدأ و ظلوا يطالبون بان يخاطبهم كريولانوس و يعتذر لهم و سوف يسمحون له بالعودة إلى أرض المعركة إن أبدى ندمه و احتفظ بآرائه لنفسه. خطب كريولانوس مرة أخيرة في الناس فاستمعوا إليه مستغرقين في الصمت بدأ كريولانوس بطيئا و ناعما و لكن مع مرور الوقت كانت كلماته تزداد فظاظة و غلظة و بدأ من جديد في السب و الإهانات، كان في صوته غطرسة وفي تعبيراته إزدراء و كان غضب الناس يستعر أكثر فأكثر مع كل كلمة يقولها و أخيراً صاحوا فيه لإسكاته و أنزلوه عن المنبر. تشاور ممثلو الشعب و حكموا على كريولانوس بالموت، و أمروا الحكام أن يأخذوه فوراً و يلقوه من فوق صخرة تاربيان. أيدت الناس الغاضبة هذا القرار لكن تدخل النبلاء وتم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد. و حين عرف الناس أن الذي كان بطلاً أسطوريا يوماً ما في نظرهم لن يعود إلى المدينة ثانيا احتفلوا احتفالاً لم تشهدها روما من قبل حتى عند انتصارها على عدو خارجي.




rwm hgf'g hgus;vd hgu/dl gv,lh hgf'g hgus;vd



 


رد مع اقتباس