وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة ويعفو عن كثير
إلا يجدر بنا نحن البشر أن نقتدي بالله والرسول قولا وعملا
من كمال إيمان المرء إن يجعل قلبه متسامحا لينا محبا للغير
بل يتعداه الى الدعاء لمن أساء إليه تلك الصفات توجب لصاحبها الجنة فهل نحرم أنفسنا منها ..؟
لا ننظر لعُظم الإساءة ولننظر لعُظم الجزاء والثواب يمحو عنا أثر
الألم والجفاء..
القلوب المتسامحة كقناديل تتلألأ في كبد السماء في ظلمة الليل الجوفاء..
أشاد الله ورسوله بالثناء والرحمات على تلك القلوب بقولهم:
(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
وقال (وأن تعفو أقرب للتقوى)
وقال (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
و لننظر ماذا كان نتاج التطبيق حينما طبقنا مبدأ التسامح
(وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم)
فهل نحرم أنفسنا ذلك الحظ العظيم..!!
وحينما تابع الصحابي الجليل عبد الله بن عمر لصاحبه الذي أشار عليه ا لنبي صلى الله عليه وسلم
بأنه من أهل الجنة عندما قال له الرجل : ما كان من عملي ما رأيت وقد تقاله عبدالله إلا انه اخبره
بإنه لا يبات وقلبه يحمل ضغينة على مسلم بل يتعداه الى أن ُيسامح الجميع أساء او لم يُسيء
فما كان جواب عبدالله وهو صاحب المكانة والصحابي الجليل :! تلك التي بلغّتك والتي لا نطيق..!
أذا هذا هو الحظ العظيم..!
ولنا في رسول الله أسوة وقدوة (حينما عفا وسامح عن قومه رغم القدرة على الانتقام فقال :
(لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) ..
وحينما خيره ربه بأن يُطبق الأخشبين( وهما جبلين عظيمين ) على جميع من عاداه وحاربه
وهو يمسح اثر الضرب والتعذيب منهم ويرفض الانتقام منهم ويقول
(لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به أحدا..!)
ألا نقتدي به صلوات الله وسلامه عليه أم ألا نطمح الى دخول جنان الله ونكون من الفائزين.
ألا نرغب إن نكون ممن احب الله (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
ومن منا من يعرض عن حب الله ويسعد به ويهنأ..!
نسأل الله صفاء القلوب ، وطهر النفوس ، وتألف الجميع..
بارك الله فيك وعذرا على الإطالة فالطرح يستحق التفصيل للوصول للإقناع ..