عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2018, 06:46 PM   #1
الغارس
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2180
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 01-02-2024 (03:21 PM)
 المشاركات : 6,884 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الحكمة ضالة المستمع



الحكمة ضالة المستمع
كلنا يذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام
أجمل مخلوق في العالم من { أوتي شطر الجمال }
الذي خلقه الله عز وجل في الوجود , عندما راودته
امرأة العزيز عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك,

فعلم زوجها العزيز بهذه الفعلة الشنيعة , وكاد يودع سيدنا يوسف
في السجن بعد اتهامها له بأنه هو الذي راودها عن نفسها !
وفي خضم هذه المواجهة , سمع العزيز اقتراحا ذكيا أقنعه به
احد الأشخاص ,وهو{ إن كان قميصه قد من دبر من قبل فصدقت وهو من الكاذبين
وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين }( سورة يوسف 26,27)
بمعنى إن كان قميصه مزق من الخلف فمعنى ذلك أن يوسف عليه السلام أراد

الفرار من فعلتها فتمزق قميصه لأنها هي التي سحبته ,وان كان مزق من
الأمام فالعكس صحيح ,
ثم ثبت أنها هي التي راودته عن نفسه فقال العزيز كلمته الشهيرة
{ انه من كيدكن إن كيدكن عظيم } (يوسف 28).
هذا الاقتراح الحكيم أنقذ الموقف مثلما تفعل ملايين الاقتراحات التي تلقى
على أسماع الناس حول العالم , ولا يلقى كثير منا لها بالا , فهناك من يعتقد

إن الحلول العبقرية أو العظيمة تحتاج دوما إلى استشارة كبار المتخصصين
أو إنفاق المبالغ الطائلة لبيوت الاستشارات , غير إن الحلول في حقيقة
الأمر لا تصلنا دوما بهذه الطريقة , فقد تأتينا على طبق من ذهب في أثناء
إصغائنا إلى صديق أو قريب أو زميل في العمل , فنوفر على أنفسنا
جهدا ووقتا ومالا .
ولأن الحكمة ضالة المستمع , فهو يجب أن يكون يقظا لكل ما يتناهى
إلى أسماعه , فقد تنقذه فكرة واحدة من مشكلة (عويصة ) يعانيها ,
ومن دون عناء سزى أن يرهف أسماعه جيدا لمن حوله , واذكر هنا
قصة المضيفة الأمريكية التي لاحظت أن ركاب الطائرة لا يتناولون حبة الزيتون
في أطباق السلطة , فاقترحت إيقافها , فاستحسن المسؤولون الفكرة أو (ضالتهم )
في تقليل المصاريف , وبالفعل وفروا نحو 40 ألف دولار أمريكي كانت تهدر
سنويا , والمفارقة أن احد من الركاب لم يلاحظ ذلك !.
ومن ؟أمثلة بحث المستمعين عن ضالتهم , ما تقوم به الشركات الناجحة
من وضع ( الخط الساخن ) وهي هواتف لاستقبال الشكاوي والاقتراحات
المجانية التي يدلي بها الزبائن .
فالاقتراح أيا كان مقدمه يبقى أمرا يستحق التدبر , فقد يقلل تكلفة أو يرفع أرباحا
أو يضبط موظفا يسيء الى سمعة المنظمة ككل بسلوكه المشين أو اختلاساته – لا قدر الله .
إن أكبر القيادين في العالم يبنون قراراتهم على ما يستمعون إليه من اقتراحات
من مساعديهم أو مستشاريهم , ولذا , يدعو الناس دوما لأن يحاط
الحاكم أو المسؤول بالبطانة الصالحة والمختصة , الناضجة , التي ترشده
إلى أفضل القرارات .
كما أذكر أيضا القصة الشهيرة التي وجد فيها النبي صل الله عليه وسلم ضالته
كمستمع , وذلك حينما اختار منزل الجيش قبيل المعركة ,
ثم قال لأصحابه { أشيروا علي في المنزل } بمعنى أي مكان أفضل؟ )

فقال الحباب بن المنذرلرسول صل الله عليه وسلم أرأيت هذا المنزل ؟
أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره ؟
أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟
فقال .. يا رسول الله , فان هذا ليس بمنزل , فانهض بالناس
حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله .... الخ
وقصد مكانا حيث جعل فيه المسلمون منابع الماء وراء ظهورهم
ليشربوا ولا يشرب عدوهم , فكان اقتراحا حكيما وجد أذانا مصيغة
من النبي صل الله عليه وسلمفإذا كان نبي ملهم قد نزل عن رأيه إلى
رأي شخص في وقت حرج للغاية ,
كمعرفة مهمة , فألا يجدر بالإنسان العادي أن يبحث عن الرأي السديد بين ثنايا أحاديث أقرانه وأصحابه وجلساته ؟
لسبب بسيط وهو أن الحكمة ضالة المستمع .




hgp;lm qhgm hglsjlu hgp;lm



 


رد مع اقتباس