17-10-2019, 01:01 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1579
|
تاريخ التسجيل : Aug 2014
|
أخر زيارة : 18-04-2024 (07:08 AM)
|
المشاركات :
52,289 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كل خطوة في الزينة المحرمة ؛ هي خطوة بنا إلى الخلف
:
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } ..
{ وَلَا يُبْدِينَ } ..
يحمل التعبير معنىً ذو دلالة خاصة ؛ إذ الإبداء المنهي عنه هو كل إبداءٍ تقصدُه المرأة وتُريده .. وهو غير الظهور العفوي الطبيعي !
{ إلا ما ظهر منها } ..
والفارق بين كلا الفعلين ؛ فارق لا يحيط به إلا ضمير المرأة !
المرأةُ وحدها ..
من تفهم كيف أن بعضٓ الزينة تخون المقصد !
المرأةُ وحدها ..
من تعرف كيف تجعل من جمالها ؛ نبع هزيمة في روح شاب لا ينتهي !
والمرأةُ وحدها ..
من تقفل شبابيك الفتنة على حذر ؛ حتى لا تأوي الفتنة لها !
هي وحدها ..
من تفهم لغة المراودة عن نفسها ..
وحدها من تلمح في المرآة روحها وهي تبدي الزينة ؛ عساها تستدرج طيفا يخوض خلفها !
الأنثى ترى تماما ما لا ترى المرايا من خفي النوايا !
ترى صوتها ..
إذ يغزل من زينته شِباكٓ المصيدة !
وترى من عينها ..
التفاتةً غير خالية !
وترى من تساقط كلماتها ..
ما تنفرط له مسبحة عابد متبتلا !
وترى كيف يبتل عبدٌ بها .. يصبح رذاذا .. ثم تقلق روحه ؛ فلا يتسامى بعدها !
وترى ألوانها ..
كيف تعبر إلى عينِ شاب ؛ فيفقد طمأنينة عالمه ، وتسكنه عوالمها !
وترى مشيتها ..
كيف تراوغ ؛ حتى تتسلل إلى عين غافل .. ثم تكون في عقله كل شيء !
تملأ الجو بما لا يقال ..
تتعثر بين يديها الخطوات ..
يعود من انهمارها فارغ كفه ؛ إلا من صخب زينتها !
يحملها في صلاته ؛ فلا لمسة الضوء تبقى بعد أن لمسته بزيفها !
ووحدها المرأة ..
تعلم أن ما نثرته من الزينة كان إبداء أم ظهورا !
وحدها الأنثى ..
تفهم الحدود بين الإبداء ؛ وبين الظهور العفوي الذي لا حيلة فيه !
تفهم ..
أن زينة العين ، وزينة الصوت ، وزينة الجسد ؛ هي عزف للفتنة واضح !
فلا بوابة للخروج بعد الزينة المنتقاة ..
ولا معنى في شبابنا بعدها ؛ إلا معنى الارتباك !
الزينة فريضة الزواج .. فلا تجعليه إثما ينهمر في عمرك ؛ مثل طير أبابيل !
{ ولا يبدين } ..
بصرامة النهي ؛ عن كل إبداء مقصود للزينة الخلقية أو المكتسبة على حد السواء ..
إذ لاشيء مبهم عند الله .. لاشيء مبهم !
نحن نبتكر الهروب من النصوص .. ولكن القرآن بكلمة ؛ ينسخ عنا نصوص الهوى ، وينسخ شهواتنا !
هنا المنتصف ..
بين لون الطهارة ؛ وبين لون الشهوة الخفية !
عند هذه الكلمة ..
تتلاشى قافلة من الظنون ..
قافلة من التفسيرات ؛ التي تقودنا إلى أحلك الخطوات !
عند هذه الكلمة ..
يستوي سلطان الحق !
هذه آية .. تعيد للزينة دهشتها ؛ إذ تبقيها مخفية عن أعين الناظرين ..
تتبتل بالصبر ؛ حتى أذان الحلال !
لقد كانت أول خطيئة في دفتر الذنب ( يخصفان )..
لذا فإن كل نقص في الستر ؛ هو ارتجال الشيطان فينا !
كل خطوة في الزينة المحرمة ؛ هي خطوة بنا إلى الخلف !
لو نضج القلب ..
لأضاء حتى أزاح الحجب !
لو نضجت الروح ..
لانكشفت زينة الآخرة المدخورة عرسا مهيبا !
لو نضج العقل ..
ما قبلت أنثى أن يكون عمرها مساء ضرير !
ولو تشبثنا بسورة النور ..
ما استمر فينا الإثم ذبولا !
✦ د.كفاح أبو هنود ✦
::
|
|
توقيع : пαнεɔ
|
|
|
|