منتديات رغد الشمال - عرض مشاركة واحدة - أيـــن تجد نفســـك .. ؟ ( مساحه حره للجميع )

21-05-2012, 04:12 PM

القصة مقتبسة من مسرحية " الملك لير " للكاتب العالمي شكسبير

"الملك الاحمق"

كان ياما كان في سالف العصر والزمان ملكا يحكم مملكة كبيرة عظمى واسمه كهرمان
كان الملك كهرمان قد وصل من العمر الى ارذله فقرر التنازل عن عرشه لبناته الثلاث
الكبرى واسمها اسيل,,
والوسطى واسمها ليل,,
والصغرى واسمها رحيل,,

وكانت الصغرى اكثرهن حسنا خُلقا وخِلقة واعمقهن حبا للملك

جمع الملك بناته الثلاث في قصره
وحشد الملأ من حوله
وقال لهن :ها قد بلغت من الكبر عتيا
و عزمت ان اقسم بينكم مملكتي بشرط واحد:
سوف اقسمها تبعا لمقدار حب كل واحدة منكن لي وقدرتها على التعبير عن ذلك الحب ايضا
التي تحبني اكثر سوف تاخذ اكثر
هنا انتهزت الفرصة الابنتان الكبرى والوسطى وكانتا طماعتين مخادعتين جدا
فقالت كل واحدة منهن لوالدهما كلاما جميلا براقا زائفا ,, واخبرتاها انه عند كل منهما اغلى من في الوجود وحياتهما من دونه لاتساوي شيئا ابدا
وانه عند كل واحدة احب انسان في حياتها

ففرح جدا الملك الاحمق بزيف العبارات واقنع نفسه باهميته عند البنات

واما الصغرى التي كانت صادقة فتوقفت ولم تاتي بكلمات حب زائفة
بل قالت له : يا والدي انني احبك كما تحب اي ابنة مخلصة والدها الذي كان سببا لها في الوجود
ولا استطيع ان اقول انك كل حب في حياتي لانني اعتقد ان المرأة عندما تتزوج بالتاكيد سوف تكن لزوجها اكبر حب
وانا يا والدي احبك واحبك فقط
فغضب الملك الاحمق
وقال لها قولي اكثر
زيديني من كلمات الحب حتى تنالي نصيبا اكبر
ولكنها قالت له : لن ازيد يا سيدي
هذا كل ما لدي

عندها اشتد غضب الملك الاحمق وطردها من مملكته وقسم المملكة بين الابنتين المخادعتين
واما هي فخرجت وحدها تبكي فرأها ملك المملكة المجاورة لمملكة ابيها
كان قد جاء من اجل خطبتها ولكنه لما رأى موقفها ازداد اعجابه بها وصمم على ان يراجع والدها الملك الاحمق حتى يردها لمملكته
لكن الملك الاحمق رفض طلبه وطرده ايضا
فاخذها الملك الطيب وتزوجها واصبحت ملكة على مملكته التي اصبحت افضل واقوى
اما البنتان المخادعتان فبدأت كل واحدة تعامل الملك الاحمق معاملة سيئة
ونكرتا جميل صنعه معها
حتى ان كل واحدة منهما ارادت منه ان يترك قصرها
فخرج الملك وحيدا من مملكته طريدا شريدا كما طرد ابنته الصادقة نال عقابه هكذا
وظل وحده في الطريق في ليلة عاصفة مطيرة .. وكأن الكون يبكي معه
كان يحدث نفسه عن ظلمه وحمقه وقسوته
ثم لم يجد مأوى له الا ان يهيم على وجهه في الارض يبحث عن ابنته
فلمحه احد خدمه وعرفه وتبعه وانزله في منزل آمن وتركه مع صديق له
ثم سافر الى الابنة الطيبة " رحيل " وقص عليها قصة والدها الملك الاحمق فبكت حتى اغمي عليها على والدها الحبيب
ثم امر زوجها بتجهيز جيش كبير لمجابهة البنتين" اسيل وليل " الطاغيتين واسترداد ملك الملك المسلوب منهما الاثنتين..
عندما وصلوا رأوا الملك كالطفل الصغير الابله يلعب في حديقة منزل خادمه ولما رأى ابنته الحبيبة قادمة اليه بكى وتذكر شناعة فعلته ثم احتضنها وخر ميتا في حضنها فبكت كثيرا حتى رحمها من حولها ..
اما الاختان المخادعتان فقد اختلفتا معا بسبب طمع كل واحدة في ملك الاخرى ووضعت كل واحدة لاختها السم في الطعام فلقيت كل واحدة منهن مصرعها وياله من مشهد مؤلم حزين
ولكنها العدالة الالهية التي لاترضى بالظلم بين العباد ابدا

الحكمة في القصة :
لاتكن ظالماً ولاتنم حاقداً وكن عادلاً وتصرف بحكمة ولا تكن أحمقاً
تنتصر في الدنيا و في الاخرة