حكم قراءة القرآن للميت :
هذه المسألة اختلف الفقهاء فيها فمنهم من يرى أنه ينتفع به , والمشهور في مذهب مالك والشافعي أنه لايصل اليه
وهو رأي كثير من الفقهاء , واستدل الامام الشافعي على عدم وصول ثواب القرآة بآية : (( وأن ليس للإنسان الا ماسعى ))
( النجم : 39 )
ولحديث : (( اذا مات الانسان انقطع عمله ... ))
قال النووي : (( وأما قراءة القرآن وجعل ثوابها للميت والصلاة ونحوها , فذهب الشافعي والجمهور أنها لاتلحق الميت )) .
وسئل العز بن عبد السلام عن ثواب القراءة المهدى للميت هل يصل أو لا ؟
فأجاب بقوله : (( ثواب القراءة مقصور على القارىء ولا يصل الى غيره )) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات :
(( ولم يكن من عادة السلف اذا صلوا تطوعا أو صاموا تطوعا أو حجوا تطوعا , أو قرؤوا القرآن يهدون ثواب ذلك الى اموات المسلمين , فلا ينبغي العدول عن طريق السلف فانه أفضل وأكمل )) .
والشيخ رحمه الله تعالى قول آخر في المسألة , خالف فيه ماذكره آنفا عن السلف .
وانتصر له ابن القيم رحمه الله تعالى .
وفي سؤال وجهه الى اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية برآسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله برقم ( 2232 )
ونص السؤال : هل يصل ثواب قراءة القرآن و أنواع القربات الى الميت ؟
سواء من أولاده أو غيرهم ؟
الجواب : لم يثبت عن النبي ﷺ فيما نعلم أنه قرأ القرآن , ووهب ثوابه للأموات من أ قربائه أو من غيرهم , ولو كان ثوابه يصل اليهم لحرص عليه , وبينه لأمته لينفعوا به موتاهم , فانه ﷺ بالؤمنين رؤوف رحيم , وقد سار الخلفاء الراشدون من بعده وسائر أصحابه على هديه في ذلك , رضي الله عنهم , ولا نعلم أن أحدا منهم أهدى ثواب القرآن لغيره , والخير كل الخير في اتباع هديه ﷺ , وهدي خلفائه الراشدين وسائر الصحابة رضي الله عنهم , والشر في اتباع البدع ومحدثات الأمور , وعلى هذا لاتجوز قراءة القرآن للميت , ولا يصل اليه ثواب هذه القراءة , بل ذلك بدعه .
ورأى الشافعي ومن معه هو الأحوط والأسلم في هذه المسألة .