تذكرنــي
التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


        
        




اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 31-05-2018, 11:47 AM   #1
الغارس
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2180
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 01-02-2024 (03:21 PM)
 المشاركات : 6,884 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حبنا للصحابة رضوان الله عليهم



حبنا للصحابة رضوان الله عليهم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فإن حب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دينٌ يدانُ به، وقربى يتقرب بها إلى الله تعالى إذ هو من أولى معاني الحب في الله وموالاة أهل الإيمان التي أمر الله عز وجل بها.
وقد يقول قائل: "إن حبهم في سويداء القلب وهذا أمر لا يحتاج إلى تذكير وبيان!".

نقول: لا نشك أنه لا يختلف مسلم صادق الإيمان يحب الله ورسولَه - صلى الله عليه وسلم - ويحب عبادَ الله الصالحين، ويعلم كتابَ الله عز وجل وسنةَ رسوله - صلى الله عليه وسلم - على لزوم حب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم أجمعين.

ولكن الذي أحوج العلماء إلى إبراز هذا الأمر وإفراده بالبيان هو ظهور أهل البدع "الشيعة الروافض" الذين ابتدعوا خرافات شنيعة واتخذوا والعياذ بالله من سب الصحابة وانتقاصهم ولعنهم قربى يزعمون كذبًا وافتراءً أنها تقربهم إلى الله عز وجل، بل ويجتهدوا ليبثوا سمومهم ويُلبسوا على العوام بدعهم بالكذب والباطل؛ ومن ثمَّ كان واجبًا على من أحب من يحبهم اللهُ ورسولُه - صلى الله عليه وسلم - أن يذبَّ عن عرض هؤلاء الكرام، وأن ينتفض هذا الحب ويخرج من سويداء القلب وقرارة النفس ليُعبَّر عنه باللسان والبيان.

ومن ثمَّ قام العلماء ببيان عقيدة أهل الإيمان "عقيدة أهل السنة والجماعة" في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكروا ذلك في كتب العقيدة، وبينوا فضائلهم ومناقبهم، ووجوب محبتهم؛ فهم أعدل العدول وأولى الأولياء وخير الناس بعد أنبياء الله عز وجل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » [متفق عليه].

ولذلك أردنا أن نذكر شيئًا من فضائل الصحابة في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - تذكيرًا بفضلهم، وأداءً لحقهم:


من فضائل الصحابة في القرآن الكريم:
قال سبحانه: {والسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رضي اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].

وفي الآية بيانٌ لفضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهم على الصحيح الذين أسلموا قبل صلح الحديبية حيث بيَّن سبحانه رضاه عنهم، وبشرهم بالجنة أجمعين.

وبشارته لهم سبحانه بالجنة ورضاه عنهم دليل على كمال عدالتهم وصدقِهم وثباتهم على الإيمان، وأنهم لا يرتدون، لأنه سبحانه علاّم الغيوب فلا يُعدُّ الجنة ويعِدُ بها من يعلم أنه منافق أو أنه يرتد كما يزعم الشيعة، وكذلك لا يرضى سبحانه عمّن يعلم أنه فاسق أو منافق يرتد كما زعموا، وقد قال سبحانه: {فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:96].


بشر سبحانه من سار على نهجهم واتبع خطاهم بالرضى والجنان، وهو دليل على سلامة منهجهم وثباتهم على الإيمان، وأنهم أسوة لمن بعدهم، فمن جاء بعدهم إن كان تبعًا لهم وعلى منهجهم فله نصيب من جزاءهم وإلا كان مذمومًا.

قال سبحانه: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة:88].

يبين سبحانه فضلهم ببيان تضحيتهم وجهادهم بالمال والأنفس في سبيل الله.
بشَّرهم بالجنة والخلود فيها، وبيَّن أنهم أهل الفلاح والدرجات العلى.
قال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال74].

بين سبحانه أن الصحابة مهاجرين وأنصار هم أهل الإيمان الحق فمن يطعن بعد ذلك في إيمانهم؛ فهو والعياذ بالله يطعن في صدق كلام الله عز وجل.
قال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات:7].


أخبر سبحانه أنه حبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وبيَّن أنهم هم أهل الرشاد، فمن أراد الرشاد فليكن على نهجهم وطريقتهم.

قال سبحانه: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [الفتح:26].

يخبر سبحانه أنه ألزمهم كلمة التقوى كلمة التوحيد والإخلاص، وأنهم أحق بها وأهلٌ لها، وهو سبحانه عليم بمن يستحق الخير ممن يستحق الشر.

قال سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29].

يبين سبحانه في القرآن جميلَ صفات أصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم - وكمال ولائهم لأهل الإيمان وبراءتهم من الكفر وأهله، واجتهادهم في العبادة، وإخلاصهم لله تعالى، ويخبر أنه ذكر وصفهم في الكتب السابقة، وفي هذا بيانٌ لشرفهم وعظيم مكانتهم، وأنه سبحانه اختارهم واصطفاهم، لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ونصرة دينه جلَّ وعلا.


فائدة:
استنبط الإمام مالك - رحمه الله - في رواية عنه من هذه الآية: أن كل من اغتاظ من الصحابة فقد حكم على نفسه بالكفر، لأن الله سبحانه قال في شأنهم: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ }.

قال سبحانه: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [الحشر:810].

يخبر سبحانه عن صبر المهاجرين وتضحيتهم، وكمال صدقهم وإخلاصهم لله تبارك وتعالى، ثم يصف سبحانه سلامة قلوب الأنصار وحبهم لإخوانهم، وأنهم أهل إيثار وجود وفلاح.

مدح سبحانه فئةً ممن يأتون بعدهم وهم الذين سلمت قلوبهم وألسنتهم لأصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم - مهاجرين وأنصارًا، الذين يحفظون لهم فضلَهم وسبقَهم بالإيمان والإحسان، ويشركونهم في دعائهم واستغفارهم، لأنهم يعلمون أنه لولا فضل الله على هؤلاء الكرام لما وصل الإسلام إليهم.

قال سبحانه: {لَقَدْ رضي اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } [الفتح:18].
قال سبحانه: {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [الحديد:10].
بيَّن سبحانه أنهم متفاوتون في الفضل، فمن أنفق وقاتل قبل الفتح وهو صلح الحديبية أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وهذا التفاوت لا يعني انتقاص أحدٍ منهم فقد بيّن سبحانه فضلهم جميعًا بالنفقة والجهاد في سبيله ووعدهم بالجنة أجمعين: { وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}.


من فضائل الصحابة في السنة المطهّرة:

روى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم له أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ».
في هذا الحديث دليل على أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم خير الناس بعد أنبياء الله تعالى.

روى مسلم كتاب فضائل الصحابة من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قصة حاطب بن أبي بلتعة أن عمر - رضي الله عنه - قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» [متفق عليه].

روى أحمد بسند صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْراً وَالْحُدَيْبِيَةَ» [رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني]، وفي الحديثين: دليل أن الله تعالى عصمهم من الشرك وغفر لهم ما دون ذلك.

روى مسلم من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَ».


روى البخاري من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ » [متفق عليه].

روى الطبراني بسند صحيح من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا» [رواه الطبراني، وصححه الألباني].

روى الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ».

روى الطبراني بسند صحيح من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].


آثار:
روى البخاري من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: متى الساعة؟ قال: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله. قال: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ». قال أنس: "فأنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم".

روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ" رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "فتاويه عن الصحابة": "ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم خير القرون، وأن المُدَّ مِن أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا..." وقال: "... ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علم يقينـًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها".

وقال الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر: "وإنما يعرف فضائل الصحابة - رضي الله عنهم من تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان والمجاهدة للكفار ونشر الدين، وإظهار شعائر الإسلام وإعلاء كلمة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتعليم فرائضه وسننه، ولولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل ولا فرع، ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضًا، ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئًا.

فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم وما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبهم؛ ولأنهم أرضى الوسائل من المأثور والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول، هذا ظاهر لمن تدبره وسلم من النفاق ومن الزندقة والإلحاد في عقيدته".


قال ابن عثيمين رحمه الله: "وفي الحقيقة إنَّ سبَّ الصحابة ليس جرحًا في الصحابة - رضي الله عنهم فقط، بل هو قَدْح في الصحابة، وفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي شريعة الله، وفي ذات الله عز وجل. أما كونه قدحًا في الصحابة فواضح. وأما كونه قدحًا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحيث كان أصحابه وأُمَناؤه وخلفاؤه على أمته، بل "ورفيقي قبره" من شرار الخلق على حد زعم الشيعة، وفيه قدح في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجه آخر، وهو تكذيبه فيما أخبر به من فضائلهم ومناقبهم، كما فيه اتهام للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يعرف كيف يربي أصحابه.




وأما كونه قدحًا في شريعة الله، فلأن الواسطة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نقل الشريعة هم الصحابة، فإذا سقطت عدالتهم لم يبقَ ثقة فيما نقلوه من الشريعة، وأما كونه قدحا في الله سبحانه وتعالى، فحيث بعث الله نبيه في شرار الخلق، واختارهم لصحبته وحمل شريعته ونقلها لأمته، وكذا أنه سبحانه وتعالى مدحهم وأثنى عليهم في كتابه، فكيف يكون ذلك وهو يعلم أنهم يرتدون وينحرفون كما زعم الشيعة الضُلاّل؟! فانظر ماذا يترتب من الطوام الكبرى على سب الصحابة!!".

والحمدُ لله ربَّ العالمين، وَصَلّى اللهم عَلَى مُحَمّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا.




pfkh ggwphfm vq,hk hggi ugdil hggi pfkh vq,hk



 


رد مع اقتباس
قديم 31-05-2018, 04:11 PM   #2
براءة مشاعر
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية براءة مشاعر
براءة مشاعر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1918
 تاريخ التسجيل :  Oct 2016
 أخر زيارة : 10-10-2023 (04:45 PM)
 المشاركات : 1,964 [ + ]
 التقييم :  859059946
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: حبنا للصحابة رضوان الله عليهم



جزاك الله خير


 


رد مع اقتباس
قديم 31-05-2018, 06:28 PM   #3
الغارس
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2180
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 01-02-2024 (03:21 PM)
 المشاركات : 6,884 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حبنا للصحابة رضوان الله عليهم



براءة مشاعر

ناهد نصار


اشكر حضوركم المتالق في موضوعي


 


رد مع اقتباس
قديم 13-06-2018, 12:18 AM   #4
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 28-03-2024 (04:23 AM)
 المشاركات : 11,831 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: حبنا للصحابة رضوان الله عليهم



بارك الله فيك
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة


 


رد مع اقتباس
قديم 13-06-2018, 02:50 AM   #5
الغارس
~¦ رغد مميز ¦~


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2180
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 01-02-2024 (03:21 PM)
 المشاركات : 6,884 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حبنا للصحابة رضوان الله عليهم



اشكركم على المرورررررررررر


 


رد مع اقتباس

اضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للصحابة, الله, حبنا, رضوان, عليهم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من روائع أقوال الصحابه والسلف رضوان الله عليهم~ بيآرق الأمل~ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث 5710 28-03-2024 10:49 PM
خلفيات دينية | حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى الله راغبون пαнεɔ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media 1 12-04-2016 10:55 PM
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى juman96 - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 2 07-01-2015 08:36 AM
قصص الانبياء من أدم لمحمد عليهم افضل الصلاة والسلام -طارق السويدان استماع ميسو ستي - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 9 14-01-2013 06:24 PM
صيني يفوز بِ bmw بعد إبقآء يدهـ عليهآ لِ مدة أربعة أيآم :| [ سيدة الخُزآمى ] - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ 7 26-07-2012 10:08 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 12:40 AM

أقسام المنتدى

. , وطن مختلف ♪ @ مَن عَرف ربهُ ، رأي كُل مافي الحياة جميلاً ♪ @ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية @ ؤ. . رجل بِ كآريزمآ ♪ آنثى رقيقه ♪ @ - آلمطبخ والمآكولآت آلشهيه ‘ @ - آلعيآده آلصحيّه و مآئدة آلرشآقه ، @ - صَخب آلجوآل @ . . اِسترخاء بلون آخر ♪ @ - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ @ منتدى العرب المسافرون @ - - ضجةة . . آلآقسآم آلتقنيه ♪ @ هنآ . . خلف الكوآليس ♪ @ ) خآرج آلآقوآس ( @ | لمن يهمه آلآمر | @ الأخبار القرارات الإدارية @ - هنآ حيثُ يسكننآ آلهدوءْ ‘ مدونتي @ - آزيآء وآنآقه ‘عطورهآ bath&body @ _ الحياة الأسرية والأجتماعية @ | نقطة وصل | @ _ الكمبيوتر والبرامج @ - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care @ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره @ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media @ - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ @ . , الاقسام العامة ♪ @ - بصمآت طُبعت لِ آلذكَرى ‘ @ قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ @ - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ @ - ورقَه وَمحبره ‘ @ نٌزَفُ آلَمِدُآدُ @ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث @ التعليم العام وآلمكَتبه وكلّ لغآت آلعآلم ‘ @ آنآقة آدم ‘ @ - عالم السيارات ‘ @ جدآئل من آلآبدآع ♪ @