اضافة رد |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-04-2017, 12:12 PM | #1 | |
|
الحساسية المفرطة
🌺🌹🌺
أولى الأدواء بالمعالجة " الحساسية المفرطة " تلك التي تحمل أصحابها على بناء أهرام من التحليلات فوق أنقاض كل موقف عابر والحفر تحت كل عبارة شاردة ! من المحال أن يملك المرء القدرة على التأثير في مجتمعه الصغير أو الكبير دون أن يكون صبورًا حليمًا كثير التغافل متجاوزًا لكثيرٍ من حظوظه الذاتية . الحساسية المفرطة سببها الإغراق في تفسير المواقف التلقائية العادية ، فالتفكير العميق في الكلام السطحي يفسده كالتفكير السطحي في الكلام العميق . لا يكون مفرط الحساسية محبوبًا من الناس فضلاً عن أن يؤثر فيهم ، فالرجل الحساس مثقاب حريق .. والناس لا يحبون الجلوس قريبًا من الحرائق الوشيكة ! مقامات الصبر والعفو حتى عن الأذى المتيقن هي مقامات عظيمة تنال بالاصطبار ولجم النفس وكثرة التأمل بتفاهة هذه الصغائر وتضييعها للأزمنة الشريفة ! مرتبة القدرة على الصبر والحلم والعفو تنال بالمجاهدة الدائمة ، جاء في الصحيح : « ومن يتصبَّر يصبره الله . وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» ! رأيت أقوامًا أفضت بهم الحساسية المفرطة إلى مجافاة الناس وكثرة الانعزال حتى عن الحد الأدنى من المناسبات ، وأكثر ما رأيته من الأسباب إما توهمات ! وإما مقامات من التوقير والتقدير يطالب الإنسان بها المجتمع من حوله ، فإذا فقَدَها أو شيئًا منها آثر العزلة والابتعاد .. الحياة ليست فندقًا ! ستجد في كل مجتمعٍ أيًا كان من لا يمنحك ما تريده من تعامل ، لا تستطيع تكييف الناس مع النفس وإنما تستطيع تكييف النفس - قدر الإمكان - مع الناس ! ومن أعجب الشرور التي رأيتها من آثار الحساسية المفرطة : هو تعمد المخالفة العلمية ..، وإذا فتَّشتَ وراء البواعث وجدتها ترزح في قيود الحساسية ! فبسبب فرط حساسيته ؛ ظن كل عبارة مبهمة تعنيه ، وكل ضمير مستتر عائدًا إليه ، وكل اسم إشارةٍ مصوبًا باتجاه عينيه ! فكان يقطع أوداج راحته بسيف الظنون ! أفضت ببعضهم المناكفات التي أوقدت فوق نيران الحساسية إلى التزام أقوال في غاية الشطط ، فأصبحت كلما رأيت حساسًا نصحته أن لا يلتزم قولاً مناكدة لأحد . ❤🌺❤ [ أ.سليمان العبودي ]
hgpshsdm hgltv'm |
|
|
اضافة رد |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المفرطة, الحساسية |
|
|