تذكرنــي
التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


        
        




اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 16-09-2015, 10:48 AM   #1
بدوره



الصورة الرمزية بدوره
بدوره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1664
 تاريخ التسجيل :  Apr 2015
 أخر زيارة : 21-02-2016 (04:31 PM)
 المشاركات : 27 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الاحسان في التعامل مع القرآن



اﻷستاذة : حنان بخش الدرس الثاني
=========================================
اللهم إنا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ولسانا ذاكرا

اتفقنا باللقاء الأول أن طريقة الاحسان تمر بأربع مراحل :-
التهيئة
الدراسة
الحفظ
المراجعة

وكما ذكرنا التهيئة تبدأ بتكرار قراءة السورة وسماعها وهذه الخطوة مهمة جدا في تعميق معاني السورة في الدراسة ،ثم خطوة الملاحظة من خلال قراءة وسماع السورة ندخل في الملاحظة فنلاحظ الألفاظ ( الغريبة والمتكررة والمتشابهة ) والموضوعات وأهمها أركان الايمان السته
والهدف من الملاحظة أن نتهيأ للدراسة ونجمع المواطن التي فيها الأركان والأوصاف والقصص والأمثال والأحكام وأيضا من الأمور التي نلاحظها حال التكرار والقراءة علوم السورة أنظر الى اسمها وعلاقة السورة باسمها ، مطلع السورة وخاتمتها ونوعها مكيه أم مدنية ، علاقتها بما بعدها وما قبلها ، كما يوجد ضابط مهم جدا في مسألة الملاحظة أن لا نتكلف ما لا علم لنا به بل نسجل الواضح في الملاحظات وما نشك في صحته لا نقرره إلا بعد أن نتأكد ونحول هذه الملاحظة لإستفهام ونضع سؤال
والهدف من هذه الطريقة أن نحسن التهئ وليس هدفنا أن نقول في القرآن بغير علموعموما من عرف الهدف وتحرك قلبه وهو يلاحظ هذه الأمور سيفتح الله عليه ويسدده الله سيكون حريصا لا يذكر في القرآن إلا ما عنده علمه وما لا يعلمه أو يعرفه يحوله إلى استفهام
سنطبق خطوة الملاحظة سويا وسوف نمر على السورة مقطعمقطع وننظر سويا على الموضوعات ونترك الألفاظبعد أن ننتهي من الموضوعات ثم ننظر الى علوم السورة
نقصد بالموضوعات :-
أركان الإيمان الستة
الأوصاف
القصص
الأمثال
الأحكام
المقطع الأول من آية1 إلى الآية 7
نبدأ بملاحظة موضوعات السورة
هذه السورة عظيمة تحتاج حال مدارستها تحريك القلوب قبل أي شيء بدأت بنداء لعموم الناس عموم الخلق
أفضل طريقة لتسجيل الملاحظات أن تجعلوا لكل ركن من أركان الإيمان أجعل له مساحة وتمروا على الآيات آية آية ثم تنظروا إن كان فيها أركان الإيمان تضعي الجمل التي تدل على الركن تضعيها في خانة هذا الركن وإن كان هناك قصص أو أمثال أو أحكام أذهب إلى مساحة الموضوعات وأقول آية رقم 1 أكتب الجملة اتقوا ربكم ثم أضع خط تحت اتقوا وأفهم أن هذاأمر بتقوى الله عز وجل
نستمع للسورة من آية 1 إلى 7
بدأت السورة كما نلاحظ بنداء عموم الخلق ، الناس ، و جاء أمر عموم الناس بالتقوى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم ) نلاحظ أنه ورد اسم الرب .. يدخل في أركان الإيمان و جاء ذكر اليوم الآخر ( زلزلة الساعة شيء عظيم ) ونلاحظجاء الأمر بالتقوى وهذا في الأحكام في الأوامر والنواهيركن الإيمان بالله ويدل عليه ذكر اسم الرب وعندنا ركن الإيمان باليوم الآخر ويدل عليه ( أن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونهاتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )
ألاحظ إن الآية 2 كلها تدخل على ركن الإيمان باليوم الآخر وأيضا ورد فيها لفظ الجلالة الله في سياق ذكر شدة عذابهسبحانه وتعالى ثم بعد الأمر بتقوى الله عز وجل وذكر أهوال القيامة جاء الكلام حول قسم من الناس أو طائفة منالناس فقدت التقوى ، قال الله عز وجل عنها ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم و يتبع كل شيطان مريد )
من الناس من يجادل الله ، في الآية الأولى الله عز وجل يقول( اتقوا ربكم ) ربكم الذي رباكم ، ربكم الذي خلقكم ،ربكم الذي ما بكم من نعمة فمنه سبحانه وتعالى لا شريك له ،ربكم الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له ، يأتيفريق من الناس فقدوا التقوى ، ماذا يفعلون ؟ يجادلون في الله يعني يجادلون في كمال قدرته ، يجادلون في استحقاقهللعباده ، يجادلون في دينه ، يجادلون في نبيه صلى الله عليه وسلم الذي أرسله سبحانه وتعالى ولكن هذه مجادلة باطله لأنها بغير علم ، وهذا المجادل لم يكتف بالجهل بل اتبع رؤوس الضلال فقال ( ويتبع كل شيطان مريد ) اذن هذه الآيةفيها وصف الكافرين أنهم يجادلون في الله بغير علم ، يعني أضع في الأوصاف أن من أوصاف الكافرين أنهم ( يتبعون كل شيطان مريد ) وهذا فريق منهم و ليس كلهم ، حتى المجادلين ليس كلهم يتبعون ، بل هناك من المجادلين من هم رؤوسفي الجدال ، كما سيأتينا في اﻵيات القادمة
قال الاحسان التعامل القرآن كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ) يعني كتب الله على الشيطان المريد أن من تولاه يضله ، كل من تولىالشيطان وصل إلى الضلال قال ( فأنه يضله و يهديه إلى عذاب السعير ) لاحظ هنا كتب عليه هذه الكلمة وهذه الجملةتدل على اﻹيمان بالقدر ، ﻷن الكتابة كتابة اﻷقدار السابقة ، مرتبة من مراتب القدرقال ( ويهديه إلى عذاب السعير ) عذاب السعير فيه إشارة إلى اليوم اﻵخرثم بعد أن ذكر الله عز وجل هذا الفريق من الناس الذي فقد التقوى جاء الخطاب لعموم الناس ﻹقامة اﻷدلة والبراهينالدالة على كمال قدرة الله وعلى وحدانيته سبحانه وتعالى وقال الله عز وجل ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث ) فإن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم ) خلقناكم خبر عن اللهقال (فإنا خلقناكم من تراب ثم من نظفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ) لنبين لكم هذا خبر عن اللهقال ( ونقر في اﻷرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) ( و نقر في اﻷرحام )هذا خبر عن الله ،( ما نشاء) هذا خبر عن الله ،( ثم نخرجكم طفلا ) هذا خبر عن الله( ثم لتبلغوا أشدكممنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) ذكر الوفاة هنا فيه إشارة إلى اﻹيمان بالملائكة ﻷن هناك ملائكة الموت التي وكلها الله عز وجل بقبض اﻷرواح وفيه إشارة إلى اﻹيمان بالملائكة
انتهى البرهان اﻷول على قدرة الله على البعث وهو ذكر أطوار خلق اﻹنسان وأنه يمر بأطوار ، يكون نطفة ثم علقة مخلقة وغير مخلقة قال ( لنبين لكم ونقر في اﻷرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكمطفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا)
إلى هنا انتهى البرهان اﻷول

ثم جاء البرهان الثاني
وهو احياء اﻷرض بعد موتها ، قال ( وترى اﻷرض هامدة) ميتة ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزتوربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) فإذا أنزلنا عليها الماءهذا خبر عن الله هذه اﻵيةفيها مجموعة أخبار عن الله كلها تندرجتحت ركن اﻹيمان باللهثم بين الله عز وجل أن هذين الدليلينيدلان علخمسة مطالب ، أمور ، من أهم اﻷمور التي يجب أن نؤمن بها:-
1- قال (وذلك ) يعني الذي ذكره الله عز وجل من البرهان ، أن براهين البعث بأن الله هو الحق ، هذا خبر عنالله ، اﻹيمان بالله
2-وأنه (يحيي الموتى ) هذا خبر آخر عن الله وفيها إشارة إلى اﻹيمان باليوم اﻵخر
3- ( وأنه على كل شيء قدير ) هذا خبر ثالثعن الله
4- قال ( وأن الساعة آتية لا ريب فيها ) هذا أيضا اﻹيمان باليوم اﻵخر
5- وأن الله يبعث من في القبور ) هذا فيه اﻹيمان بالله و الايمان باليوم اﻵخر
#لما نلاحظأركان اﻹيمان ونقف على اﻵيات آية .. آية نجد لذة المعرفة بأركان اﻹيمان الستة ، نعرف اﻷخبار الغيبية التي تزيد إيمانا بالله ، نعرف عن ماذا أمرنا الله ، ماذا نهانا الله .... فيها متعة ولذة في دراسة القرآن لا تعادلها لذة

نستمع إلى المقطع الثاني من آية 8 إلى آية 16
نكمل الملاحظات : يقول الله عز وجل ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)
بعد أن ذكر الله عز وجل الأدلة العقلية والبراهين الساطعة الواضحة على صدق وقوع البعث ذكر قسما جديدا من الناس المجادلين في الله بغير علمولا هدى ولا كتاب منير ، يعني جدالهم باطل ﻷنهم لا يجادلون بعلم و إنما يجادلون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير إذا خوطبوا بالعلمخوطبوا باﻷدلة ، وصفهم الله بوصف يدل على عدم انتفاعهم بالعلمقال الاحسان التعامل القرآن ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله ) هذا يدخل في أوصاف الكافرين ، وصف الله عز وجل صنفان من الكفار :-
1-صنف يجادل بغير علم لكنه متبع مقلد
2-وصنف يجادل بغير علم و لكنه رأس في الضلال ، و هذا الذي هو رأس في الضلال إنما أبرز وصف له هو أنه متكبر عن الحق ، وقال الله عنه ( ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله ) ثم بين مآله قال تعالى (له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) ( ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق )هذا خبر عن اللهقال تعالى ( ذلك بما قدمت يداه ) أي أن الجزاء من جنس العمل و هذا الجزاء جزاء بالعدل ، لذلك قال( وأن الله ليس بظلام للعبيد )وهذا خبر عن الله يدل على كمال عدله لما نفى عن نفسه الظلم ، هذا معناه أنه أثبت لنفسه كمال العدل سبحانه وتعالى
ثم ذكر صنف من الناس ، ليسوا كفارا لكنهم مؤمنون ضعيفوا اﻹيمان ( من يعبد الله على حرف ) ثم فسر هذه العبادةقال : ( فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا واﻵخرة ذلك هو الخسران المبين )
هذا وصف لفريق من الناسممكن نضع سؤال استفهام من المقصود بالناس هنا ؟
قال تعالى ( يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيديدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولىولبئس العشير )هنا وصف لفريق من الناس ربما لم تظهر اﻵية من هم ، ما حكمت عليهم ؟ نضع سؤال استفهام بحيث لمانرجع لتفسير السورة يتبين لنا من المقصود بهذا الفريق
ثم قال الله عز وجل بعد أن ذكر ثلاث أصناف من الناس قال الاحسان التعامل القرآن إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجريمن تحتها اﻷنهار إن الله يفعل ما يريد ) هذه اﻵية فيها دلالة على أن الصنف الرابح من جميع أصناف الناس هم المؤمنون،ذلك مباشرة ذكر الله عز وجل لنا جزاؤهم ، يدخلهم جنات قال ( إن الله يدخل الذين امنوا جنات ) هذا خبر عن اللهأيضا اﻵية فيها ذكر الدار اﻵخرة فيها اﻹيمان باليوم اﻵخر ، ثم ختم اﻵية ( إن الله يفعل ما يريد ) خبر عن اللهوأيضا ( امنوا وعملوا الصالحات ) هذا من أوصاف المؤمنين أنهم يؤمنونويعملون الصالحاتثم أتت اﻵية التي بعدهاقال تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا واﻷخرة ) هنا في اﻹيمان اﻹيمان بالنبي صلى الله عليه و سلم ، بالرسل
من المفسرين من قال ( من ) الضمير يعود فيه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و ربما لو وضعناه سؤال استفهام أفضلحتى يتحقق لنا المعنى .. هل المقصود النبي صلى الله عليه و سلم أم لا ؟
( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا واﻷخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)الله عز وجل تحدى هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم غيظا على دين الله ورسوله صلى الله عليه و سلم وعلى أهل اﻹيمان، بين لهم أن من أراد أن يقطع أسباب النصر فيشفي غيظ قلبه فعليه ان يمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ
ثم قال عز وجل ( و ذلك أنزلناه آيات بينات ) هذا خبر عن الله وأيضا في اﻹيمان بالله ،
أي ذكر ﻹنزال آيات الكتاب لا بد أن يشتمل على أربع أركان وهي :-
اﻹيمان بالله ( أنزلناه )
اﻹيمان بالملائكة ﻷن الله ينزل اﻵيات عن طريق الملك
واﻹيمان بالكتب ﻷن اﻵيات مقصود بها الكتب
واﻹيمان بالرسل ﻷن اﻵية تنزل على من ؟ على اﻷنبياء و لرسل عليهم الصلوات والسلام ( وأن الله يهدي من يريد) هذا خبر عن الله عز وجل وفي ركن اﻹيمان بالله
نستمع إلى المقطع الثالث من آية 17 إلى 24
عندما ذكر الله عز وجل أربع أصناف من الناس وهم :-
# صنفان مجادلان مقلد للجدال ورأس من رؤوس الضلال
# ذكر من يعبد الله على حرف
# وذكر أهل اﻹيمان وكيف عاملهم ربهم و كيف سيعاملهم ربهم في الآخرة
بدأ المقطع الجديد في ذكر فصل الله عز وجل بين أهل الديانات
قال تعالى ( إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئينالنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهميوم القيامة ) إن الله يفصلخبر عن الله ، يوم القيامة اﻹيمان باليوم اﻵخرثم ختم اﻵية ( إن الله على كل شيء شهيد ) هذا خبر عن الله يدخل في ركن اﻹيمان بالله
ثم قال ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في اﻷرض والشمس والقمر والنجوم والجبال
والشجر والدواب وكثير من الناس ) الناس إذا اختلفوا في توحيد الله وفي العبودية لله عز و جلكما بين الله عز وجل طوائف أهل اﻷرض بين أن المخلوقات كلها خاضعة لله عز وجل ساجدة له سبحانه وتعالى
قال ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في اﻷرض والشمس والقمر والنجوم والجبال
والشجر والدواب وكثير من الناس ) هذه اﻷصناف تسجد لله عز وحلوقال ( وكثير حق عليه العذاب ) وهذا الذي حرم من العبودية لله عز وجل ثم قال ( ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء )( ومن يهن ) خبر عن الله،( إن الله يفعل ما يشاء ) هذا خبر عن الله وأيضا فيه ذكر للفظ الجلالةوقوله ( ألم تر أن الله يسجد.... ) وقوله ( ومن يهن الله فما له من مكرم ) وآخر جملة في اﻵية ( إن الله يفعل ما يشاء ) فيها لفظ الجلالة، فيها خبر عن الله عز وجل
ثم قال الله عز وجل ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) نهاية كل اﻷصناف ترجع إلى صنفين : الذين كفروا والذين آمنوا
قال تعالى ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلودولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق )
قال ( فالذين ) لما ذكر الخصمان قال ( خصمان ....) في ذكر اسم الرب فيه ..ذكر اسم الرب فيه اﻹيمان
بالله عز وجل ، قال ( و الذين كفروا ) ما مآلهم ؟ كيف يعاملهم الله ؟
هذه اﻵيات كلها من عند قطعت إلى آخر آية 22 فيها ركن اﻹيمان باليوم اﻵخر وبين الله عز وجل فيها جزاء أوليائه الخصم اﻵخر وهم أهل اﻹيمان وهم خصوم ﻷهل الكفر قال الله تعالى ( إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها اﻷنهار ) وهذا فيه اﻹيمان بالله والايمان باليوم الآخر قال ( يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا) هذه حلي أهل الجنةوقال ( ولباسهم فيها حرير ) هذا لباس أهل الجنة ، ثم بين سبب الجزاء الذي أوصلهم إلى هذا الخيروإلى هذا النعيم و قال ( وهدوا إلى الطيب من القول ) ومن المعلوم أن الذي هداهم هو الله عز وجل ، كما أخبر الله عز وجلإن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم الله بإيمانهم قال ( وهدوا إلى الطيب من القول ) هذا فيه خبر عن الله وقال ( وهدوا إلى صراط الحميد ) أيضا خبر عن الله ، ﻷن الذي هداهم الله سبحانه وتعال ، ومن وصف المؤمنين وصفهم الله عز وجل أنهمأهل الهدايةيعني صحيح أنالله هداهم لكنهم قبلوا هدى الله عز وجل وانتفعوا بهداية اللهورفع الله أقدارهم
نستمع إلى المقطع الرابع من آية 25 إلى آية 37
فيها آيات الحج تحتاج إلى فهم و تأمل وتحريك القلوب حال قراءتها وسماعهاوملاحظة ما فيها من معانييقول الله عز وجل مخبرا عن أهل الكفر( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام) هذا منأوصاف الكافرين أنهم يصدون عن سبيل الله ويصدون عن المسجد الحرام وليبين أنه لا حق لهم في الصد عن المسجد الحرام قال( والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ) ثم توعد الله عز وجل كل من أراد اﻻلحاد بالحرمقال ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) (نذقه من عذاب أليم ) هذا خبر عن الله أيضا (والذي جعلناه للناس ) خبرعن اللهقال تعالى ( وإذ بوأنا ﻹبراهيم مكان البيت ) هذا خبر عن اللهلما بوأه للبيت أمره بعدة أمور :-
اﻷمر اﻷول : قال ( أن لا تشرك بي شيئا ) هذا يدخل في اﻷحكام ﻷن النهي الذي نهى إبراهيم عنه هو نهي عام لجميع الناس ، ثم قال ( وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ) ( طهر بيتي ) هذا أمر من اﻷوامر الشرعيةقال (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) إبراهيم عليه السلاملما أذن في الناس بالحج ، أصبح هذا النداءباق إلى قيام الساعة أن الناس يدعون إلى إقامة هذه الشعيرة وهذا الركن من أركان اﻹسلام في كل عام لمن يسر الله له أسباب الحجثم بين الله عز وجل مقاصد الحج قال ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة اﻷنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) هذه اﻵية تدخل في اﻷحكام ﻷن شهود المنافع يقصد بها شهود المنافع الدينية والمنافع الدنيوية والمنافع هذه شهودها منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب ومنها ما هو مباح ، هذا كله يدخل في اﻷحكام
وأيضا ( ويذكروا اسم الله ) ، هناك أمر بذكر اسم الله وهذا من مقاصد الحج أن الحجاج أعظم عبادة يقوموا بها فيالحج ذكر الله عز وجلثم قال ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) هذا أيضا من اﻷحكامقال ( ثم ليقضوا تفثهم ) وهذا فيهإشارة إلى إكمال المناسك ، قال ( وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) هذا كله يدخل في باب اﻷحكامثم بين المقصد اﻷعظم من هذه اﻷعمال كلها ، قال ( ذلك ) إشارة إلى ما سبق ذكره ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) هذا يتضمن اﻷمر بتعظيم الحرماتقال ( وأحلت لكم اﻷنعام إلا ما يتلى عليكم ) ثم جاء ذكر أمر مهم قال ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )هذه كلها تدخل في اﻷحكام
ورد اسم الجلالة الله ، وورد أيضا اسم الرب وسنرى ذلك عند ملاحظة تكرار الألفاظ
قال ( حنفاء لله غير مشركين به ) هذا إكمال للأحكام لما قال ( فاجتنبوا الرجس من اﻷوثان واجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين ) ثم بين عاقبة الشرك وقبح الشرك وعاقبة الشرك وضرب مثلا لقبح الشرك وبين عاقبة المشرك قال (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكانسحيق ) الآية كلها تعتبر مثلا ضربه الله عز وجل وهذه من الأمثال التي سنعتني بدراستها
إذن نلاحظ أن في اﻵية أحكام وفيها أيضا مثل ضربه الله عز وجل لبيانحال المشرك ، أي قال باﻹضافة إلى ما سبق ذكره( ذلك ومن يعظم شعائر الله ) لاحظي تكرار الكلام حول التعظيم ليتبين أن المقصد اﻷعظم من الحج هو التعظيم ، قال ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) ثم قال ( لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق ) هذه اﻵية حولها أسئلة استفهام سنضعها خلال القراءة التفهيمية
قال ( ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله ) لاحظوا تكرار الذكر ليتبين أهمية الذكر في الحج وبين أن اﻷمم وإن كانتطريقة أعمالهم تختلف لكن المقصود من كل اﻷعمال التي يقومون بها في الحج هو إقامة ذكر اللهقال ( يذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة اﻷنعام على ما رزقهم ) لاحظي الفعل رزقهم تكرر و يعتبر خبر عن الله وذلك في الآية 29 و 34
قال ( فإلهكم إله واحد )هذا تقرير اﻷلوهية ( فله أسلموا ) أمر حكم شرعي ثم قال (وبشر المخبتين ) ووصف المخبتينبمجموعة أوصاف وهذه اﻷوصاف تسجل في وصف المؤمنين قال :-
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
والصابرين على ما أصابهم
والمقيمي الصلاة
ومما رزقناهم ينفقون رزقناهم خبر عن الله
قال ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير ) جعلناها: خبر عن الله
قال (فاذكروا اسم الله عليها صواف ) هذا في اﻷحكام قال ( فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) أيضا أحكام ،( كذلك سخرناها لكم ) هذا خبر عن الله،( لعلكم تشكرون ) أمر بالشكر وأيضا في اﻷحكام( لن ينال الله لحومها ولا دماؤهاولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين )
● سخرها : خبر عن الله
● تكبروا : هذا أمر
● على ما هداكم : هذا خبر
● وبشر المحسنين : هذا يتضمن اﻷمر باﻹحسان
نستمع إلى المقطع الخامس من آية 38 إلى آية 48
يقول الله عز وجل ( إن الله يدافع عن الذين ءامنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ) هذه اﻵية كلها خبر عنالله عز وجل في معاملته ﻷوليائه
قال تعالى ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) هذا خبر عن الله
قال تعالى ( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) ربنا اللههذه أسماء الله
قال تعالى ( و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) دفع الله الناس : خبر عن الله
قال ( لهدمت صوامعوبيع و صلواتومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا )
)ثم أخبر الله عن نفسه قال ( ولينصرن الله من ينصره ) وختم باسمين عظيمين ( إن الله لقوي عزيز
وكل هذا يدخل في اﻹيمان بالله
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )(مكناهم ) خبر عن الله وفيه وصف لأهل الايمان( ولله عاقبة اﻷمور )فيه إشارة لليوم اﻵخر
ثم جاء الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم(وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود ) خطاب للنبي صلى الله عليه و سلم ، ثم جاء ذكر اﻷنبياء نوح وعاد ، نوح نبي وعاد قوم هود ، وثمودقوم صالح عليه السلامهذه اﻵية هي وصف الكفار ، أن ديدنهم التكذيب ، تكذيب اﻷنبياء وفيه اﻹيمان بالرسل (وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى ) ثم أخبر الله كيف عامل هؤلاء المكذبين قال(فأمليت للكافرين ثم أخذتهم ) هذا خبر عن الله ، قال ( فكيف كان نكير )
ثم قال ( فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة ) أهلكناها : خبر عن الله ، ( وهي ظالمة ) وصف للكفار وأنهمهم الذين ظلموا أنفسهم ، ثم بين عاقبة الهلاك قال (فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد ) ثم أتى الاستفهام هنا في توبيخه لهؤلاء المكذبين ، قال : ( أفلم يسيروا في اﻷرض فتكون لهم قلوب يعقلون بهاأو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى اﻷبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
هذا يتضمن وصفهم بأنهم فقدوا الانتفاع بملكاتهم وأعظم برهان على أن قلوبهم قد عميت أنهم يستعجلون النبيصلى الله عليه و سلم بالعذاب ، فلو كانت قلوبهم حية وأسماعهم وأبصارهم انتفعوا منها لاعتبروا بمن قبلهم
قال ( ويستعجلونك بالعذاب ) هذا أيضا من أوصاف الكافرين ثم رد الله عليهم وقال ( ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) ،( ولن يخلف الله وعده ) هذا خبر عن اللهثم بين أن الله عز وجل له سنة ثابتة يعامل بها الخلق ولا يعامل الناس بحسب ما يطلبون ، قال ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ) أمليت لها : خبر عن الله ، ثم أخذتها : خبر عن الله ،( وإلي المصير ) : فيه اﻹيمان باليوم اﻵخر



أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وهادينا وسابقنا إلى جنات النعيم
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما




hghpshk td hgjuhlg lu hgrvNk hghp.hk hgjuhlg hgrvNk



 


رد مع اقتباس
قديم 17-09-2015, 09:43 AM   #2
مُزُنْ



الصورة الرمزية مُزُنْ
مُزُنْ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 681
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 29-03-2024 (01:31 PM)
 المشاركات : 48,600 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الاحسان في التعامل مع القرآن



بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك نسأل الله ان يتقبله منك بخالص الأعمال


 
 توقيع : مُزُنْ
[CENTER]


رد مع اقتباس
قديم 04-10-2015, 03:55 PM   #3
juman96



الصورة الرمزية juman96
juman96 متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 29-03-2024 (02:00 PM)
 المشاركات : 39,204 [ + ]
 التقييم :  388687963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي رد: الاحسان في التعامل مع القرآن



ماشاء الله عليك أخيتي الغاليةة
الله لايحرمك الأجر ..
هذه محاضرات ثمينة
وكلنا بحاجة الى تدبر كلام الله
وفقكم الله وسددكم وبارك نفعكم


 
 توقيع : juman96
:


رد مع اقتباس

اضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاحزان, التعامل, القرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإحسان في التعامل مع القرآن سورة الحج بدوره _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره 4 25-09-2015 06:56 PM
دعَ الاحزان تبڪي من إبتسآمتڪ , ♥ مَرٿ س̭نھہ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media 4 22-04-2014 04:46 AM
التعامل مع المراهق علم وفن مُزُنْ _ الحياة الأسرية والأجتماعية 1 03-04-2014 09:43 AM
الاحزان تأتي من ست اسباب فتجنبوها غصة الوريد - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 0 26-04-2013 06:04 PM
نهر الاحزان - نزار قبانى 2014 حنين - ورقَه وَمحبره ‘ 5 28-02-2013 03:45 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:00 PM

أقسام المنتدى

. , وطن مختلف ♪ @ مَن عَرف ربهُ ، رأي كُل مافي الحياة جميلاً ♪ @ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية @ ؤ. . رجل بِ كآريزمآ ♪ آنثى رقيقه ♪ @ - آلمطبخ والمآكولآت آلشهيه ‘ @ - آلعيآده آلصحيّه و مآئدة آلرشآقه ، @ - صَخب آلجوآل @ . . اِسترخاء بلون آخر ♪ @ - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ @ منتدى العرب المسافرون @ - - ضجةة . . آلآقسآم آلتقنيه ♪ @ هنآ . . خلف الكوآليس ♪ @ ) خآرج آلآقوآس ( @ | لمن يهمه آلآمر | @ الأخبار القرارات الإدارية @ - هنآ حيثُ يسكننآ آلهدوءْ ‘ مدونتي @ - آزيآء وآنآقه ‘عطورهآ bath&body @ _ الحياة الأسرية والأجتماعية @ | نقطة وصل | @ _ الكمبيوتر والبرامج @ - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care @ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره @ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media @ - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ @ . , الاقسام العامة ♪ @ - بصمآت طُبعت لِ آلذكَرى ‘ @ قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ @ - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ @ - ورقَه وَمحبره ‘ @ نٌزَفُ آلَمِدُآدُ @ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث @ التعليم العام وآلمكَتبه وكلّ لغآت آلعآلم ‘ @ آنآقة آدم ‘ @ - عالم السيارات ‘ @ جدآئل من آلآبدآع ♪ @