تذكرنــي
التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


        
        




2 معجبون
 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 01-02-2018, 03:32 PM   #1
пαнεɔ



الصورة الرمزية пαнεɔ
пαнεɔ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1579
 تاريخ التسجيل :  Aug 2014
 أخر زيارة : 28-03-2024 (06:50 PM)
 المشاركات : 51,132 [ + ]
 التقييم :  2147483647
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي جَوَامِعُ الأَدْعِيَةِ فِـي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ



:
فِقْهُ الْأَدْعِيَةِ وَالأَذْكَارِ
القِسمُ الرَّابع




دُعَاءُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام


💎 إنَّ مِنْ دَعَواتِ الأنبياءِ العظيمةِ الواردةِ في القرآنِ الكريمِ: ما ذَكَرَهُ اللهُ عز وجل عن نبيِّه إبراهيمَ عليه السلام؛
مِنْ سؤالِهِ ربَّه عز وجل أن يَهَبَهُ وَلَدًا صالحًا؛

💎 إذِ الولَدُ الصالحُ نعمةٌ في الحياةِ عظيمةٌ, يَهَبُها اللهُ سبحانه لِمَنْ شاء مِنْ عباده؛

💎 ولهذا كان دأبُ الصالحين سؤالَ الله تعالى الوَلَدَ الصالح, الذي هو قُرَّةُ عَيْنِ العبدِ وسَلْوَةُ قلبه, وزينةُ حياته.

💎 وقد ذكَرَ اللهُ في كتابِهِ أنَّ إبراهيمَ عليه السلام قال في دعائِهِ ومناجاتِهِ لربِّه:
{رَبِّ هَب لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات:100].


▫ قال الإمام الطبري رحمه الله:
«وهذه مسألةُ إبراهيمَ رَبَّهُ أنْ يرزُقَهُ ولدًا صالِحًا, يقولُ: يا ربِّ هَبْ لي منك وَلَداً يكونُ من الصالحين الذين يُطِيعُونَكَ ولا يعصونك, ويُصْلِحُونَ في الأرض ولا يُفْسِدُون» .

▫وقال ابن كثير رحمه الله:
«يعني: أولادًا مطيعين عِوَضًا مِنْ قومِهِ وعشيرتِهِ الذين فارقهم» .

💎 وقوله: {رَبِّ هَب لِي},
فيه الإيمانُ بأنَّ وجودَ الولدِ وصلاحَهُ مِنَّةٌ ربانية, وهبةٌ مِنَ اللهِ عز وجل المتفرِّدِ بالتصرُّفِ والتدبيرِ في هذا الكون, لا شريكَ له؛

🌱 كما قال تعالى:
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى].

❄ فالأمرُ لله مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ, ما شاء كان وما لم يشأ لم يكنْ, يُعْطِي مَنْ يشاء, ويمنعُ مَنْ يشاء, لا مانعَ لِمَا أعطى, ولا مُعْطِيَ لما مَنَع, وهو جلَّ وعلا يعطي مَنْ يشاءُ مِنْ خلقِهِ مِنَ الأولادِ, ويمنعُ مَنْ شاء, وهو العليمُ القدير.


💎 وقوله: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا}؛
أي: يرزقُهُ بناتٍ فقطْ, ليس معهنَّ ذكورٌ,

💎 وقوله: {َيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}؛
أي: يرزقُهُ البنينَ فقطْ, ليس معهم إناثٌ,

💎 وقوله: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}؛
أي: يجمعُ لِمَنْ شاءَ الذكورَ والإناثَ في العطاء,

💎 وقوله: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}؛
أي: لا يُولَدُ له أصلًا.


❄ فقسَّم سبحانه حال الزوجَيْنِ إلى أربعةِ أقسام:
➖منهم مَنْ يعطيه البناتِ,
➖ومنهم مَنْ يعطيه البنين ,
➖ومنهم مَنْ يعطيه من النوعَيْنِ ذكورًا وإناثًا ,
منهم مَنْ يمنعه هذا وهذا , فيجعلُهُ عقيمًا لا نَسْلَ له, ولا يُولَدُ له.

❄ وقد ذكَرَ بعضُ المفسِّرين مَثَلًا للآيةِ مما كان للأنبياء عليهم السلام, وإنْ كانتِ الأقسامُ موجودةً في سائرِ الناسِ:
➖بأنَّ قوله {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا}
كنبيِّ اللهِ لوطٍ عليه السلام؛ كان له بناتٌ، ولم يكنْ له ولدٌ ذَكَرٌ,
➖وقوله:{وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} كنبيِّ اللهِ إبراهيمَ عليه السلام؛ كان له بَنُون ولم تكنْ له بنتٌ أنثى,
➖وقوله: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}, كخاتَمِ النبيِّينَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم, وُلِدَ له بنونَ وبناتٌ,
➖وقوله: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} كنبيِّ اللهِ يحيى، ونبيِّه وعيسى عليهما السلام؛ لم يكنْ لهما وَلَدٌ ولا زوجةٌ.

💎 وعَوْدًا على دعوةِ إبراهيمَ عليه السلام ربَّه أن يَهَبَهُ من الصالحين؛
أي: أولادًا بَرَرَةً مطيعين؛

فإنَّ اللهَ قد استجابَ لإبراهيمَ الخليل عليه السلام دعاءَهُ؛
🌱 كما قال سبحانه عقب الآيةِ السابقةِ مباشرةً:
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات:101]؛

وهذا فيه دَلَالةٌ على أنه بُشِّرَ بابن ذَكَرٍ, وأنه يبقى حتى ينتهيَ في السِّنِّ، ويُوصَفُ بالحلم.

وهذا الابنُ الذي بُشِّرَ به هو إسماعيلُ عليه السلام.

▫ قال ابن كثير رحمه الله:
«وهذا الغلامُ هو إسماعيلُ عليه السلام؛ فإنه أولُ وَلَدٍ بُشِّرَ به إبراهيمُ عليه السلام, وهو أكبرُ مِنْ إسحاقَ؛ باتفاقِ المسلمينَ, وأهلِ الكتاب» .

💎 ولما كانتْ هِبةُ الولدِ الصالحِ مِنَّةً عظيمةً مِنَ الله تعالى, ونعمةً جليلةً مِنْ نِعَمِه, كان شكرُها وحَمْدُ الربِّ تعالى عليها واجبًا على العبد,

💎 وقد وَفَّى إبراهيمُ عليه السلام بهذا المقام؛
كما ذكَرَ اللهُ تعالى عنه ذلك في قوله سبحانه:
🌱 {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم: 39].

أي: الحمدُ لله الذي رَزَقَنِي على كِبَرٍ مِنَ السِّنِّ ولدًا إسماعيلَ وإسحاقَ, فهِبَتُهُم مِنْ أكبرِ النِّعَم,

وكَوْنُها على الكِبَرِ في حالِ اليأسِ مِنَ الأولادِ نعمةٌ أخرى,

وكونُهُما أنبياءً صالحينَ أجلُّ وأفضلُ,


💎 وقولُهُ: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}؛
أي: لقريبُ الإجابةِ مِمَّنْ دعاه, وقد دعوتُهُ فلم يُخَيِّبْ رجائي.


*💙 ومِنَ الفوائدِ العظيمةِ المستفادةِ مِنْ هذا السياق:
«أنَّ مِنْ نعمةِ اللهِ على العبدِ هِبَةَ الأولادِ الصالحين, وأنَّ عليه في ذلك أن يَحْمَدَ اللهَ, ويدعُوَ اللهَ لذريَّتِهِ كما فعَلَ الخليلُ صلى الله عليه وسلم في قوله:
🌱 {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } [إبراهيم]،
🌱 وقال جلَّ ذِكرُهُ في الثناءِ عمومًا على مَنْ يدعو الله بصلاحِ ذُرِّيِّته:
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]؛

💫 فإنَّ العبدَ إذا مات انقطَعَ عملُهُ إلا مِنْ ثلاثٍ: صدقةٍ جارية, أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ به, أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» .


💬 ونسألُ اللهَ أن يَمُنَّ علينا بالذريةِ الصالحة, وأنْ يَهْدِيَ أبناءَ المسلمين وبناتِهمْ, إنه سبحانه سميعٌ مُجيب.
***

* * *
📝 د. عبد الرزاق البدر حفظه الله.

::


[Q,QhlAuE hgHQ]XuAdQmA tAJd hg;AjQhfA ,QhgsE~kQ~mA hg;AjQhfA [Q,QhlAuE tAJd



 
 توقيع : пαнεɔ
|



|


رد مع اقتباس

 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأَدْعِيَةِ, الكِتَابِ, جَوَامِعُ, فِـي, وَالسُّنَّةِ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 10:24 PM

أقسام المنتدى

. , وطن مختلف ♪ @ مَن عَرف ربهُ ، رأي كُل مافي الحياة جميلاً ♪ @ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية @ ؤ. . رجل بِ كآريزمآ ♪ آنثى رقيقه ♪ @ - آلمطبخ والمآكولآت آلشهيه ‘ @ - آلعيآده آلصحيّه و مآئدة آلرشآقه ، @ - صَخب آلجوآل @ . . اِسترخاء بلون آخر ♪ @ - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ @ منتدى العرب المسافرون @ - - ضجةة . . آلآقسآم آلتقنيه ♪ @ هنآ . . خلف الكوآليس ♪ @ ) خآرج آلآقوآس ( @ | لمن يهمه آلآمر | @ الأخبار القرارات الإدارية @ - هنآ حيثُ يسكننآ آلهدوءْ ‘ مدونتي @ - آزيآء وآنآقه ‘عطورهآ bath&body @ _ الحياة الأسرية والأجتماعية @ | نقطة وصل | @ _ الكمبيوتر والبرامج @ - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care @ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره @ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media @ - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ @ . , الاقسام العامة ♪ @ - بصمآت طُبعت لِ آلذكَرى ‘ @ قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ @ - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ @ - ورقَه وَمحبره ‘ @ نٌزَفُ آلَمِدُآدُ @ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث @ التعليم العام وآلمكَتبه وكلّ لغآت آلعآلم ‘ @ آنآقة آدم ‘ @ - عالم السيارات ‘ @ جدآئل من آلآبدآع ♪ @