تذكرنــي
التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


        
        




اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 27-01-2018, 04:16 PM   #1
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 28-03-2024 (04:23 AM)
 المشاركات : 11,831 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي الميثاق الذي أخذه الله على العباد



قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 172 - 174].

وقد اختلف العلماء في حقيقة هذا الميثاق على قولين:
القول الأول: أنه على ظاهره كما ورد في الآية:
وذلك بأن الله كلمهم، وكلموه، وأخذ عليهم الميثاق، وأشهدهم على أنفسهم، ويؤيد هذا ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنَعْمانَ يوم عرفة، فأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قِبَلًا: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الأعراف: 172، 173][1].
ومعنى "قِبَلًا": أي مواجهة.

القول الثاني: أنه ميثاق الفطرة:
قال ابن كثير رحمه الله: "وذهب طائفة من السلف والخلف إلى أن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية: على هذه الملة - فأبواه يهوِّدانه وينصرانه ويمجسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟!))[2].
و"الجمعاء": الكاملة الخلقة، و"الجدعاء": مقطوعة الأنف.

وعلى هذا التقرير، فيكون معنى الآية: أن الله أوجدهم شاهدين بذلك، قائلين بلسان حالهم لا بالمقال؛ [لأن الشهادة تكون بالحال كما تكون بالقول؛ كقوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾ [التوبة: 17]؛ أي: حالهم شاهد بذلك][3].

الجمع بين القولين:
قال الشيخ حافظ أحمد حكمي - رحمه الله - في كتابه "معارج القبول": (ليس بين التفسيرين منافاة، ولا مضادة، ولا معارضة؛ فإن هذه المواثيق كلها ثابتة بالكتاب والسنة:
الأول: الميثاق الذي أخذه الله تعالى عليهم حين أخرجهم من ظهر أبيهم آدم عليه السلام، وأشهدهم على أنفسهم: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف: 172] الآيات، وهو الذي قاله جمهور المفسرين - رحمهم الله - في هذه الآيات، وهو نصُّ الأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما.

الثاني: ميثاق الفطرة، وهو أنه - تبارك وتعالى - فطَرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميثاق الأول؛ كما قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30]، وهو الثابت في حديث أبي هريرة، وعياض بن حمار، والأسود بن سريع رضي الله عنهم[4]، وغيرها من الأحاديث في الصحيحين.

الثالث: هو ما جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب؛ تجديدًا للميثاق الأول، وتذكيرًا به: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165]، ففيه تفصيل:

فمن أدرك هذا الميثاق وهو باقٍ على فطرته التي هي شاهدة بما ثبت في الميثاق الأول، فإنه يقبل ذلك من أول مرة ولا يتوقف؛ لأنه جاء موافقًا لما في فطرته، وما جبله الله عليه؛ فيزداد بذلك يقينه، ويقوى إيمانه، فلا يتلعثم ولا يتردد.

ومن أدركه وقد تغيرت فطرته عما جبله الله عليه من الإقرار بما ثبت في الميثاق الأول، بأن كان قد اجتالته الشياطين عن دينه، وهوَّده أبواه أو نصَّراه أو مجَّساه - فهذا إن تداركه الله برحمته فرجع إلى فطرته وصدَّق بما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب، نفعه الميثاق الأول والثاني، وإن كذب بهذا الميثاق، كان مكذبًا بالأول والثاني، فلم ينفعه إقراره به يوم أخذه الله عليه.

ومن لم يدرك هذا الميثاق، بأن مات صغيرًا قبل التكليف، مات على الميثاق الأول، على الفطرة، فإن كان من أولاد المسلمين، فهم مع آبائهم، وإن كان من أولاد المشركين، فالله أعلم بما كانوا عاملين)[5]؛ اهـ.

قلت: فعلى هذا فإن الله برحمته لم يؤاخذ الخلق بمجرد الميثاق الأول، وإن كان وحده - أي الميثاق الأول - يكفي في إقامة الحجة عليهم، لكنه لا يؤاخذهم حتى يرسل الرسل، ويقيم عليهم الحجة بهم؛ ولذلك قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وسوف نسوق بإذن الله تعالى ما يتعلق بأصول الإيمان التي ينبغي للمسلم أن يكون على إلمام بها، وهي ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر، وهي الأصول الواردة في حديث جبريل، حيث سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال: ((الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))؛ رواه مسلم.
:
الشيخ عادل يوسف العزازي




hgldehr hg`d Ho`i hggi ugn hgufh] hgldehr hggi hg`d



 


رد مع اقتباس
قديم 28-01-2018, 01:00 PM   #2
مُزُنْ



الصورة الرمزية مُزُنْ
مُزُنْ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 681
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 27-03-2024 (10:10 PM)
 المشاركات : 48,559 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الميثاق الذي أخذه الله على العباد



لا حرمك الله الأجر ,اسأل الله لك التوفيق والسداد ,دمتِ بخير


 
 توقيع : مُزُنْ
[CENTER]


رد مع اقتباس
قديم 01-02-2018, 02:41 PM   #3
пαнεɔ



الصورة الرمزية пαнεɔ
пαнεɔ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1579
 تاريخ التسجيل :  Aug 2014
 أخر زيارة : 28-03-2024 (12:55 PM)
 المشاركات : 51,082 [ + ]
 التقييم :  2147483647
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الميثاق الذي أخذه الله على العباد



الله يعطيك العافيه .. لاعدمناك


 
 توقيع : пαнεɔ
|



|


رد مع اقتباس

اضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أخذه, الميثاق, الله, الذي, العباد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سُورة الضُّحى الذي سـ يُغيّر حياتك من بعد إذن الله .. مؤثر جداً (مترجم) دعاء 27 _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره 3 09-12-2017 08:37 PM
{صنع الله الذي أتقن كل شيء} كلمات _ الحياة الأسرية والأجتماعية 3 29-03-2017 02:01 PM
منظومة في علامات صحة القلب الشيخ د. عبدالرزاق العباد пαнεɔ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 5 22-08-2016 05:22 PM
خطر الملابس بلغة الضاد من العباد ....؟؟؟ نور الزمان قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ 11 12-04-2016 07:26 AM
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى juman96 - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 2 07-01-2015 08:36 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:19 PM

أقسام المنتدى

. , وطن مختلف ♪ @ مَن عَرف ربهُ ، رأي كُل مافي الحياة جميلاً ♪ @ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية @ ؤ. . رجل بِ كآريزمآ ♪ آنثى رقيقه ♪ @ - آلمطبخ والمآكولآت آلشهيه ‘ @ - آلعيآده آلصحيّه و مآئدة آلرشآقه ، @ - صَخب آلجوآل @ . . اِسترخاء بلون آخر ♪ @ - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ @ منتدى العرب المسافرون @ - - ضجةة . . آلآقسآم آلتقنيه ♪ @ هنآ . . خلف الكوآليس ♪ @ ) خآرج آلآقوآس ( @ | لمن يهمه آلآمر | @ الأخبار القرارات الإدارية @ - هنآ حيثُ يسكننآ آلهدوءْ ‘ مدونتي @ - آزيآء وآنآقه ‘عطورهآ bath&body @ _ الحياة الأسرية والأجتماعية @ | نقطة وصل | @ _ الكمبيوتر والبرامج @ - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care @ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره @ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media @ - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ @ . , الاقسام العامة ♪ @ - بصمآت طُبعت لِ آلذكَرى ‘ @ قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ @ - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ @ - ورقَه وَمحبره ‘ @ نٌزَفُ آلَمِدُآدُ @ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث @ التعليم العام وآلمكَتبه وكلّ لغآت آلعآلم ‘ @ آنآقة آدم ‘ @ - عالم السيارات ‘ @ جدآئل من آلآبدآع ♪ @