العقيدة

:

أولا : معنى العقيدة

_عرفي العقيدة ( مأخودة من العقد , وهو الشد والربط والايثاق والثبوت والاحكام )

_عرفي العقيدة في الاصطلاح الايمان الجازم بالله تعالى , وبمايجب له من التوحيد ,
والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ,وبما يتفرع عن هذه الأصول
ويلحق بها مما هو من أصول الدين )

ثانيا : مسميات العقيدة

الأسم _ سبب التسمية _ أمثلة
_أطلق كثير من السلف على العقيدة الصحيحة أسم ( السنة)
وذلك لتمييزها عن عقائد ومقولات الفرق الضالة ,لأن العقيدة الصحيحة _ وهي عقيدة أهل السنة والجماعة _
مستمدة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم , التي هي مبينة للقرآن
ومنها كتاب ( السنة ) للامام أحمد بن حنبل , وكتاب ( السنة) لابن أبي عاصم

_ وأطلق بعض العلماء على العقيدة أسم ( اصول الدين) , وذلك أن ملة النبي صلى الله عليه وسلم
تنقسم الى اعتقاديات وعمليات , والمراد بالعمليات علم الشرائع والاحكام المتعلقة بكيفية العمل ,
كأحكام الصلاة والزكاة والبيوع وغيرها , وتسمى ( فرعية ) أو (فروع )
فهي كالفرع لعلم العقيدة ,لأن العقيدة أشرف الطاعات , ولأن صحتها شرط في قبول العبادات العملية ,فاذا فسدت العقيدة لم تقبل العبادة
وبطل أجرها كما قال تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)الزمر
_ وقد أطلق بعض العلماء على العقيدة أسم ( الفقه الأكبر), وذلك لأن العقيدة هي أصل الدين , والفقه العملي_الذي يسمى ( الفقه الأصغر)_ فروعه
وقد ألف الامام أبوحنيفة رسالة في العقيدة أسماها ( الفقه الأكبر)
:


ثالثا : كيف تفهم العقيدة ؟

1_من هم السلف ؟
السلف في اللغة :الجماعة المتقدمون يقال سلف يسلف أي مضى وسلف الانسان آباؤه المتقدمون.
وفي الاصطلاح هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم وسار على طريقتهم من أئمة الدين من أهل القرون الثلاثة المفضلة

2_من هم الخلف ؟
الخلف في اللغة :المتأخر , وكل من يجيء بعد من مضى
وفي الاصطلاح "من خالف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه في باب العقائد كالخوارج والرافضة وكأهل الكلام الذين قدموا العقل البشري
على النصوص الشرعية "كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة والقدرية والمرجئة وغيرهم ".

*أهل السنة والجماعة
_هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم باحسان الى يوم القيامة
وهم :المتمسكون بالعقيدة الصحيحة الخالية من شوائب البدع والخرافات
وهي العقيدة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق عليها
أصحابه رضي الله عنهم.

من هم ؟
وقد سموا (أهل السنة) لعملهم بمقتضى سنة النبي صلى الله عليه وسلم
المبينة للقرآن , عملا بقوله (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ,عضوا عليها بالنواجذ)
فهم يعلمون أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم خير الهدي,فقدموه على هدي من سواه.

_سبب تسميتهم ؟
لأنهم اجتمعوا على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وماأجمع عليه سلف هذه الأمة ,فهم قد اجتمعوا على الحق ,وعلى عقيدة الاسلام الخالية من الشوائب

_الدليل على التسمية
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ان أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة , وان هذه الأمة
ستفترق على ثلاث وسبعين ملة _يعني الأهواء_ كلها في النار الا واحدة,وهي الجماعة , وانه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك
الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ..)

_مسمياتهم
1_ السنة والجماعة
2_ أهل السنة
3_ الفرقة الناجية المتبعة لسنة النبي
4_ الجماعة

* قال الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين حفظه الله "وهذه التسمية (أهل السنة والجماعة) وصف يميز أهل العقيدة الصحيحة
واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن الفرق الأخرى "
نعم المقصود هنا تلك الفرق من يأخذ عقيدته من عقول البشر وعلم الكلام الذي ورثوه عن فلاسفة اليونان , فيقدمونها على كلام الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,فيردون النصوص الشرعية الثابتة أو يؤولونها لمجرد أن بعض العقول البشرية
لم تقبل أو لم تستغ مادلت عليه هذه النصوص.

*رابعا خصائص العقيدة الاسلامية
أولا ( أنها عقيدة غيبية )

_ ماهو الغيب ؟
ماغاب عن الحس فلايدرك بشيء من الحواس الخمس"السمع والبصرواللمس والشم والذوق"

_ أمثلة عليه
كالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر وعذاب القبر ونعيمه
وغير ذلك من أمور الغيب التي يعتمد في الايمان بها على ماجاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

_ ضابط الغيب

ثانيا (عقيدة توقيفية)
_ العقيدة موقفة على ماذا ؟
عقيدة الاسلام موقوفة على كتاب الله وماصح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فليست محلا للاجتهاد ,لأن مصادرها توقيفية.

_ لماذا هي توقيفية ؟
لأن مصادرها مجزوما بصحتها وهذا لايوجد الا في كتاب الله
وما صح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

_ ما نتيجة كونها توقيفية ؟
النتيجة أن جميع المصادر الظنية كالقياس والعقل البشري
لا يصح أن تكون مصادر للعقيدة

* الخصيصة في اللغة :هي الصفة الحسنة التي يتميز بها الشيء ولا يشاركه فيها غيره
مستفيدة من المعنى اللغوي للخصيصة ومن كلام الشيخ السعدي رحمه الله
بيني الحسن في كون عقيدتنا من خصائصها أنها غيبية .
الاجابة :
( الذين يؤمنون بالغيب ) حقيقة الايمان وهو التصديق التام بما أخبرت به الرسل
المتضمن لانقياد الجوارحوليس الشأن في الايمان بالاشياء المشاهدة بالحس .فانه لايتميز بها المسلم من الكافر,
انما الشأن في الايمانبالغيب الذي لم نره ولم نشاهده وانما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله
فهذا الايمان الذي يميز به المسلم من الكافر ,لأنه تصديق مجرد لله ورسوله
سواء شاهده أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله أو لم يهتد اليه عقله وفهمه

خامسا : وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الضلال

أولا : باب أسماء الله وصفاته
_المعطلة منهم من ينكر الاسماء والصفات كالجهمية ومنهم من ينكر الصفات كالمعتزلة
ومنهم من ينكر أكثر الصفات ويؤولها كالأشاعرة اعتمادا منهم على العقول البشرية القاصرة
وتقديما على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
_ الممثلة يضربون لله الأمثال ويدعون أن صفات الله تعالى تماثل صفات المخلوقين
كقول بعضهم "يد الله كيدي "و"سمع الله كسمعي" تعالى عما يقولون علوا كبيرا
_ أهل السنة والجماعة هداهم الله للقول الوسط والذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم , فيصفون الله تعالى بما وصف نفسه وبما وصفه أعرف الخلق رسوله
صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تأويل ومن غير تمثيل ولا تكييف
ويؤمنون بأنها صفات حقيقية تليق بجلال الله تعالى ولاتماثل صفات المخلوقين
عملا بقوله تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى

ثانيا باب القضاء والقدر "أفعال العباد")
الفرقة القدرية "نفوا القدر فقالوا ان افعال العباد وطاعاتهم ومعاصيهم لم تدخل تحت قضاء الله وقدره
علاقتها بالله "زعموا أن الله لم يخلق أفعال العباد ولا شاءها منهم بل العباد مستقلون بأفعالهم"
علاقتها بالعبد"زعموا أن العبد هو الخالق لفعله وهو المريد له ارادة مستقلة فأثبتوا خالقا مع الله سبحانه وهذا
اشراك في الربوبية ففيهم شبه من المجوس الذين قالوا بان للكون خالقين

+
الفرقة أهل السنة والجماعة "الذين هداهم الله للقول الحق والوسط فاثبتوا ان العباد فاعلون حقيقة وان أفعالهم تنسب اليهم
على جهة الحقيقة وأن فعل العبد واقع بتقدير الله ومشيئته وخلقه ,فالله تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم كما قال تعالى
( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)الصافات . كما أن للعباد مشيئة تحت مشيئة الله كما قال تعالى
( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) التكوير.
علاقتها بالله "يطيعون الله ورسله وينتهون عن معصيته "فمن أطاع أطاع عن بينة واختيار ,فيستحق الثواب الحسن
ومن عصى عصى عن بينة واختيار فيستحق العقاب ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت
علاقتها بالعبد
+
الفرقة الجبرية "غلوا في اثبات القدر فقالوا ان العبد مجبور على فعله فهو كالريشة
في الهواء لافعل له ولاقدرة ولا مشيئة

علاقتها بالله
علاقتها بالعبد

ثالثا ( باب الوعد والوعيد )
الفرقة الوعيدية"يغلبون نصوص الوعيد على نصوص الوعد ومنهم الخوارج الذين يرون
أن فاعل الكبيرة من المسلمين كالزاني وشارب الخمر كافر مخلد في النار
موقفهم من النصوص "يرون أن من وقع من ولاة الأمر في معصية من كبائر الذنوب وجب الخروج عليه "
النتيجة " لهذا خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وقتلوه_رضي الله عنه_
ومن فرق الخوارج من يرى أن الامام اذا وقع في كبيرة يكفر وأن أفراد رعيته اذا لم ينكروا عليه
ولم يخرجوا عليه يكفرون كذلك , ولذلك كفروا عامة المسلمين وقتلوا منهم من استطاعوا قتله
حتى قتلوا النساء والأطفال
+
الفرقة المرجئة "غلبوا نصوص الرجاء على نصوص الوعيد فقالوا ان الايمان هو التصديق القلبي وأن الاعمال ليست من الايمان"
موقفهم من النصوص"فلايضر مع الايمان معصية ,
النتيجة"فالعاصي كالزاني وشارب الخمر لايستحق دخول النار وايمانه كايمان أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .



+
معتقد أهل السنة والجماعة
1_ مرتكب الكبيرة "لايخرج من الاسلام بل هو مسلم ناقص الايمان مادام لم يرتكب شيئا من المكفرات
فهو مؤمن بايمانه وفاسق بكبيرته وهو في الآخرة تحت مشيئة الله , ان شاء عذبه حتى يطهره من ذنوبه ثم يدخله الجنة
ولا يخلد في النار الا من كفر أو أشرك .
2_ الايمان "قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "
3_ الخروج على الامام "يعتقدون أنه يجب على المسلمين السمع والطاعة في المعروف لمن تولى أمرهم
سواء تولى الحكم عن طريق الشورى أو عن طريق القوة والغلبة أو عن طريق تولية الحاكم الذي قبله له أو استخلافه له
ويعتقدون أنه يحرم الخروج عليه سواء كان تقيا أو عاصيا
وأنه لايجوز الخروج عليه حتى يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان


رابعا (باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم )
الشيعة "ومنهم الرافضة غلوا في حق آل البيت كعلي بن أبي طالب وأولاده _ رضي الله عنهم_ فادعوا أن عليا معصوم وأنه
يعلم الغيب وأنه أفضل من أبي بكر وعمر , ومن غلاتهم من يدعي ألوهيته .
كما أن الروافض جفوا في حق الصحابة فسبوهم وقالوا انهم كفار وأنهم ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم
كما يشتمون أمهات المؤمنين وأفاضل الصحابة وعلى رأسهم أبوبكر وعمر علانية ويظهرون موالاتهم الى أهل السنة لأن من عقائدهم التقية ,
فيظهرون لأهل السنة خلاف مايبطنون.

أهل السنة والجماعة"يحبون جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويترضون عنهم ويرون أنهم أفضل
هذه الأمة بعد نبيها وأن الله اختارهم لصحبة نبيه ويرون أنهم مجتهدون مأجورون ويرون أن أفضلهم أبو بكر ثم عمر
ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين _ ويحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
ويرون أن لهم حقين , حق الاسلام وحق القرابة من رسول الله فيوالونهم ويترضون عليهم
الخوارج "جفوا في حق علي فكفروه وكفروا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وكفروا كل من لم يكن على طريقتهم.

المصدر: منتديات رغد الشمال - من قسم: _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره

---

hgurd]m

جزاك الله خير ..فتح الله عليك وبارك في جهودك

يعطيك العافيه ماننحر منك ولا من جديدك