وجعلت الصلاة قرة عيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع وجعلت قرة عيني في الصلاة للشيخ سعد الشثري

=====================================

الحمد لله رب العالمين هدانا لدين الاسلام فصلحت به أحوالنا واستقامت به أمورنا ، الخير والهدى والفلاح في التمسك بهذا الدين والسير على تعاليمه ، نحمده جل وعلا أن جعلنا من أهل الصلاة وجعل الصلاة شعيرة من شعائر ديننا وأشهد أن الله وحده لا إله إلا هو لا شريك له ، العبادة حق خالص له سبحانه لا يجوز صرفها لأحد سواه

ومن أعظم أنواع العبادة عبادة الصلاة فهي حق له سبحانه وتعالى لا يجوز صرفها لأحد من الناس كائن من كان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة صل الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا

أجمع العلماء أن الصلاة فريضة من فرائض دين الاسلام وأنها بمنزلة عالية من هذا الدين وأجمعوا أن جريمةترك الصلاة أكبر من أي جريمة أخرى وقالوا من ترك الصلاة فقد كفر

كانت الصلاة قرة عين نبينا صل الله عليه وسلم ونحن نريد أن تكون صلاتنا كذلك نريد أن تكون سبب طمأنينة لنا وأن تكون سبب السعادة في الدنيا والآخرة فكيف ذلك

الأسباب التي تجعلنا نطمئن في صلاتنا :-

=======================

1- أن ننوي بصلاتنا أنها لله وأن نتقرب إليه بفعلها من أجل أن ينيلنا الآخرة ونقصد بها الأجر الأخروي وارضاء رب العالمين ومن الضروري استحضار النية فذلك يجعل الانسان يعرف القيمة الحقيقية لهذه الصلاة ويجعله يحصل على الثواب والأجر المحصل على الصلاة قال تعالى (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا )) أي يخافون من الله ومن عقوبته ويطمعون في ثواب رب العالمين وفي علو الدرجة في الجنة
2- أن نستشعر أننا في صلاتنا نخاطب رب العالمين نتكلم مع خالق السماوات والاراضين نتكلم مع خالقنا ومدبر أمورنا نتكلم مع من سنرجع اليه يوم القيامة فيحاسبنا على أعمالنا قليلها وكثيرها
3- أن ننفك عن الهموم عند الدخول إليها فنطرح همومنا وغمومنا ونطرح أفكارنا اذا أردنا أن نصلي وقد نهى النبي صل الله عليه وسلم عن الصلاة بحضرة الطعام كما نهى المرء أن يصلي وهو يدافعه الأخبثان وقال اذا أقيمت صلاة المغرب وحضر العشاء فقدموا العشاء من أجل أن تتخلص قلوبنا من أمور الدنيا حال مناجاتنا لربنا في صلاتنا
4- أن نخشع في الصلاة وأن نخضع لرب العالمين ونذل له سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )) وبين جل وعلا أن الفلاح يكون للخاشعين في الصلاة (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ))
5- فال تعالى (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله )) ومن أعظم أنواع الذكر الصلوات والنصوص التي تبين عظم أجر المصلي كثيرة وعديدة وأن من حافظ على الصلوات كن له برهان ونور ونجاة يوم القيامة
6- أن نؤدي الصلاة على أكمل الوجوه وأتمها ونراعي آدابها وسننها وواجباتها وفرائضها وأركانها ، فانك اذا أعملت ذهنك بذلك وتأدبت بالأدب اللائق بالصلاة كانت صلاتك على أتم الوجوه فقرت غينك بها لأن الله رضي عنك بسبب هذه الصلاة التي كانت جامعة للسنن والواجبات
7- أن نتفكر في معاني الكلمات التي نقولها أو نقرأها في صلاتنا قال تعالى (( كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) وقال سبحانه (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) ومن هنا فانني أرغب أن يستحضر الانسان معاني الألفاظ التي يقولها أثناء صلاته خصوصا في الدعاء وقد ورد في الحديث ان الله لا يقبل دعاء قلب غافل له
8- أن يتهيأ للصلاة قبل دخولها من خلال فعل شرائط الصلاة فيتفكر في الوقت هل دخل أم لا يتفكر في النظافة رفع الحدث في ازالة النجاسة في النية أن تكون في القلب ، وان هذه الأمور جعلها الله عز وجل بين يدي الصلاة كالتقدمة لها بحيث يستشعر الانسان هذه الشعيرة من خلال تهيئة نفسه لها بفعل هذه الشرائط السابقة لها
9- المحافظة على الصلوات فمن اعتاد الصلاة وحافظ عليها فانه حينئذ أدعى بأن يكون قلبه مطمئنا في صلاته ومن ثم تكون صلاته قرة عين له
10-أن يراعي الانسان أوقات الصلوات سواء الصلاة الواجبة ، الركن ، الفريضة أو كانت في النوافل فلا يؤدي صلاة في وقت نهي وانما يؤديها في غير أوقات النهي ، يراعي أن تكون صلاته في الوقت الذي يعظم أجر الانسان فيه
11-ترك الذنوب والمعاصي فان الانسان اذا كثرت ذنوبه ومعاصيه جعلت على قلبه مثل الران فان الران يكون على القلوب بسبب ما كسبت النفوس من الذنوب والمعاصي قال تعالى (( كلا بل ران على قلوبهم بما كانوا يفسدون )) ولذلك عند نجد أهل التوحيد وأهل الطاعة من نور اليقين ونور البصيرة ما يميزون به بين حقائق الأشياء وان المرء كلما ابتعد عن التوحيد وابتعد عن الطاعة وانغمس في المعاصي أصبحت البصيرة عنده أضعف ويصبح منقوص القلب ، والانسان ل يأمن على نفسه من مثل ذلك ولذلك كان النبي صل الله عليه وسلم يكثر من الدعاء ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
12-الأمر بالصلاة فعندما يكثر الانسان أمره لغيره بأداء الصلوات يطمئن لهذه الصلاة ويرتاح إليها لأنه اعتبرها معروفة واعتبرها فضيلة حث الناس عليها ودعى اليها فكانت عنده مصدر طمأنينة وقرة عين ولذلك ورد في النصوص بأمر الانسان أهله بأداء الصلوات كما قال تعالى : (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )) وان هذا الأمر للأهل يجنبهم أسباب الهلاك وأسباب الدخول في نار جهنم فيدخل في قول الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ))
13-اجتناب الملهيات والمشغلات سواء كانت هذه الملهيات في أثناء الصلاة كوجود الصور أمام المصلي أو وجود النقوش الكثيرة في الثياب مما يبعد الخشوع عن العبد ومن ثم تقل عنه نسبة استقرار العين وارتياح النفس في صلاته ، ومن هنا يستحب للعبد أن تكون صلاته في المواطن التي تقل فيها المشغلات والملهيات من أجل أن يفرغ قلبه لأداء صلاته
14-اكثار العبد للملهيات خارج الصلاة فان العبد اذا أكثر من هذه الملهيات خارج صلاته شغلت قلبه حتى جعلته يفكر فيها أثناء أدائه للصلوات ولهذا تجدون الذين يؤدون شيء من الألعاب الملهية تنشغل قلوبهم في صلاتهم بهذه الألعاب
15-عدم الالتفات في الصلاة ، فيقبل الانسان على صلاته سواء كان التفاتا حسيا ، التفات الوجه عن القبلة أو كان التفاتا معنويا بالسماح للمشغلات وأنواع الافكار بورودها الى القلب ، وقد جاء في حديث عائشة أن النبي صل الله عليه وسلم سئل عن الالتفات في الصلاة فقال ذلك اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
16-أن يكثر من ذكر الله في أثناء الصلاة فبدل أن يقتصر على أقل الواجب يكثر من أنواع الذكر فبدل أن يسبح مرة واحدة يكثر حتى يصل الى عشر وبدل أن يقتصر على أقل مقدار من الدعاء أثناء الجلوس بين السجدتين يكثر من أنواع الدعاء في هذا الموطن ويدعو بما يحتاج اليه ، وقد جاء في حديث ابن مسعود أن النبي صل الله عليه وسلم لما علمه ما يقوله في التشهد الأخير قال ثم يدعو بما شاء وفي لفظ من أمر الدنيا والأخرة وقوله بما شاء هذا دليل على أنه يجوز أن يدعو بأي دعاء ما لم يكن فيه اعتداء كأن يدعو بأمور يعلم أنها لن تحصل أو يدعو بحصول شيء من المعاصي أو يدعو بقطيعة رحم أم اثم
17-أن يستحضر بأن الله يراقبه في أثناء الصلاة ويراقبه خارج الصلاة وهذا من أعظم مقامات العبد وذلك ورد في حديث تفسير المرتبة العليا مرتبة الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ونحن نعلم أن الله كان على كل شيء رقيبا وشهيدا فلا يخفى عليه شيء من أحوالنا ، لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ، فاذا كان الله مطلع على أحوالنا عارف بأمورنا لا يخفى عليه شيء فلا يكون ذلك سببا لاستحضار القلب في الصلاة ومن ثم تقر العين وتقر النفس وتهدأ أثناء أداء الصلوات
18-البكاء أثناء الصلاة وتأثر العبد بما يجلى عليه من آيات كتاب الله وقال جل وعلا في الثناء على بعض عباده (( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )) فالبكاء من خشية الله من القربات التي تجعل الانسان يستشعر قيمة هذه الصلاة وتقر عينه بصلاته
19-أن يتكلم بالأذكار الواردة في الصلاة فلا يكتفي بإمرارها على قلبه فان بعض الناس عند صلاته يجعل الأذكار تمر على قلبه بدون أن يتلفظ بها وبدون أن يتحرك لسانه بها ، وفي الصلاة لا بد أن يتكلم الانسان فيها بالأذكار ومن هنا فلا بد من التلفظ بحيث يسمع نفسه هذا أقل مقدار وجاء في الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم قال أن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم فدل ذلك على أن حديث النفس يغاير الكلام المطلوب في الصلاة هو الكلام ومن لم يتلفظ فهذا يؤثر على صلاته
20-عدم رفع البصر أثناء الصلاة فيجعل البصر خاشعا ذليلا منخفضا منكسرا ينظر الى موطن السجود جاء في الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم ذكر الذين يرفعون أبصارهم في الصلاة فقال أما يخشون أن تخطف أبصارهم مما يدل على تحريم رفع البصر أثناء الصلاة
21-أن يلتزم الانسان وضع يده اليمنى على اليسرى في أثناء الصلاة فان هذا أدعى لاستحضار الخشوع فيها وهكذا بقية سنن الصلاة فإنها تجعل الانسان يؤدي هذه الصلاة على أتم الوجوه ومن ثم تقر عينه في الصلاة
الصلاة خير ما يؤديه العبد فاذا أدى العبد هذه الصلاة من خلال ما أوجب الشارع على العبد من مقارنته للصلاة كان ذلك سببا للخشوع في الصلاة وطمأنينة القلب فيها ، ومن ذلك أداء الصلاة في الجماعة وذلك يؤدي الى نفور الشياطين منه لأن الشياطين تخاف من اجتماع المؤمنين ولذك وردت النصوص صريحة بالأمر في أداء الصلاة مع الجماعة قال تعالى
(( أقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) ، وقال تعالى (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وايقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب )) سورة النور 36 – 41
وأخيرا من الواجب على المسلمين العناية بالصلاة والمحافظة عليها لأنها عمود الاسلام فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها ضيع دينه ، وكما نعرف أن جميع العبادات فرضت على الأرض إلا الصلاة فرضت على السماء
وقال صل الله عليه وسلم خمس صلوات فرضهن الله على العباد فمن حافظ عليهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر له ، كما بين عليه الصلاة والسلام إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة قال صل الله عليه وسلم ان صلحت نظر لباقي عمله وان لم تصلح لم ينظر في باقي عمله وهذا يدل على أهميتها
اللهم اجعلنا ممن حافظ على الصلاة وأعطاها حقها وحفظ دينه ونحمد الله ان جعلنا من أهل الصلاة ، اللهم تقبل منا صلاتنا وجميع أعمالنا خالصة لوجهك الكريم

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما


<iframe width="420" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/0mxp6wtxKsg" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>

المصدر: منتديات رغد الشمال - من قسم: - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية

---

,[ugj hgwghm rvm udkd udkd

جعل الله كل حرف كتبتيه في موازين حسناتك يوم القيامة..

:

يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ
تَقَبِلْي تَوآإجِدِي ..
دُمتَ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ..}