تذكرنــي
التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


        
        




اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 05-08-2015, 03:38 PM   #1
بدوره



الصورة الرمزية بدوره
بدوره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1664
 تاريخ التسجيل :  Apr 2015
 أخر زيارة : 21-02-2016 (04:31 PM)
 المشاركات : 27 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي وقفات تدبرية مع سورة الإخلاص



بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين

وقفات تدبرية مع سورة الإخلاص
تقديم الأستاذة الفاضلة حنان بخش
=================================================
الهدف من مدارسة هذه السورة هو أن نصل إلى معرفة الله عز وجل لأن معرفة الله عز وجل هي مادة حياة القلوب ، فالقلوب لا تحيا إلا بمعرفة ربها وفاطرها ومعبودها بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى فنجد أن القلوب بدون معرفة الله تكون مريضة أو ميته فالقلوب لا تحيا إلا بمعرفة ربها سبحانه وتعالى وقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أن هذه السورة العظيمة تعدل ثلث القرآن من جهة أجرها ومن جهة معناها فهي تحوي معاني عظيمة تعدل ثلث معاني القرآن
وقد ذكر المفسرون أن سبب نزول هذه السورة العظيمة أن المشركون واليهود سألوا النبي صل الله عليه وسلم فقالوا يا محمد انسب لنا ربك أي قل لنا من ربك ؟ فأنزل الله عز وجل سورة الإخلاص أمر نبيه صل الله عليه وسلم أن يقول لهم (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) فهذه السورة العظيمة هي صفة الرحمن سبحانه وتعالى
وقد ورد في السنه أن أحد الصحابة رضي الله عنه كان يكثر من قراءة سورة الإخلاص أي في كل صلاة وفي كل ركعة يكرر سورة الاخلاص ، فأخبر النبي صل الله عليه وسلم بفعله فسأله النبي صل الله عليه وسلم لماذا تفعل هذا الفعل قال أنا أحب هذه السورة لأنها صفة الرحمن قال فأخبروه أن الله يحبه
إن هذه السورة عظيمة ولها أجر عظيم وهي من جهة معناها تعلق القلوب بالواحد الأحد سبحانه وتعالى ونلاحظ أن هذه السورة أتت في آخر القرآن فبعدها فقط سورتين وتنتهي سور القرآن ، فهذه السورة فيها خلاصة معاني القرآن
وقد اتفقنا سابقا أن سورة الفاتحة جمعت كل معاني القرآن ، وما بدأ به القرآن ختم به فختم بسورة الاخلاص وسورتي المعوذتين
وهنا نريد أن نعيش معاني التوحيد في الحياة فالمقصود من مدارسة هذه الآيات العظيمة أن نتعايش معها في الحياة ، وأنتم تعرفون أن الناس اليوم بسبب الحياة المادية تصيبهم أحوال غريبة أمراض نفسية وأحوال من الفزع والخوف ومن الأوهام والسبب الرئيسي عدم معرفة الله سبحانه وتعالى وعدم تقوية العلاقة بكلامه سبحانه وتعالى ، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن القرآن أنه شفاء فقال (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) من أراد أن يفرح يقبل على القرآن العظيم ، هذا القرآن شفاء لجميع الأجواء الحسية والمعنوية
هذا القرآن لماذا كان شفاء للقلوب ؟
هذا القرآن لماذا كان شفاء للأبدان ؟
لأن هذا القرآن قد بين الله سبحانه وتعالى فيه أن كل ما فيه سبيل لنجاتنا وفلاحنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة ، فنحن الآن لا نحتاج أن نبحث عن طب لا لأبداننا ولا لقلوبنا ولا لأنفسنا إلا في كلام الله عز وجل ، ولكن كيف يكون القرآن شفاء لنا ؟
عندما نفهم معانيه ونعايشها في حياتنا
الله عز وجل يقول آمرا لنبيه صل الله عليه وسلم قل هو الله أحد ، وقل فعل أمر أي قل يا محمد هو الله أحد الله هو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين
الله هو الاله الذي تؤلهه القلوب محبة وتعظيما وتعلقا ورجاء وكل أنواع العبادات القلبية ، هذه القلوب هي كتلة من المشاعر وهذه المشاعر إذا ما صرفت لمن يستحقها بقيت هذه المشاعر مشتته مضطربة تائهة ، فنحن نحتاج أن مشاعرنا هذه نصرفها في مكانها الذي يستحق أن تصرف فيه المشاعر ، ونحن لو عرفنا الله حق المعرفة سنجد أن قلوبنا تتشبع بمحبته وتعظيمه ، الله هو الإله الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه وتتعلق به لأنه الرب الكامل المتفرد بصفات الكمال والجلال والجمال لذلك قال (( قل هو الله أحد )) أي واحد في ذاته لا شبيه له واحد في صفاته لا ند له واحد في أفعاله لا مثيل له
الله سبحانه وتعالى هو الواحد المتفرد بصفات الجلال والكمال والكبرياء والعظمة
فإذا كان لك إله متفرد بهذه الصفات كلها قلبك سيبحث عن محبوب يتعلق به غير الله ؟ سيبحث عن معظم يعظمه غير الله عز وجل ؟
لذلك قال أهل العلم (( الله أحد )) فسرتها ما بعدها (( الله الصمد )) الصمد الذي تصمد إليه القلوب لماذا تصمد إليه القلوب ؟ ولماذا تفزع إليه ؟ لماذا تقصده القلوب ؟ لأنه السيد الكامل في سؤدده
الصمد جمعت سائر معاني أسماء الله الحسنى أي كل أسماء الله الحسنى معانيها مجموعة في اسمه الصمد ، فالله سبحانه وتعالى العليم الذي كمل في علمه ، الحليم الذي كمل في حلمه ، الرحيم الذي كمل في رحمته ، اللطيف الذي كمل في لطفه ، العزيز الذي كمل في عزته ، القوي الذي كمل في قوته وله سائر الصفات الكاملة
أتأمل صمدية الله أي كمال الله عز وجل وأنه الكامل في جميع صفاته سبحانه وتعالى فماذا يحصل لهذا القلب ؟ يفزع في طلب الحوائج إلى الصمد سبحانه وتعالى
الحياة كلها جعلها الله دار ابتلاء ، ابتلانا الله عز وجل بمشاق الحياة وآلامها وأتعابها ليس لأجل أن نطرق أبواب الناس وليس لأجل أن تتعلق قلوبنا بهم إنما يبتلينا الله في الحياة من أجل أن نتعلق به وحده سبحانه وتعالى
لأنه سبحانه وتعالى هو الصمد الذي تصمد إليه الخلائق أي تفزع إليه الخلائق في حوائجها ، فكلنا لنا حوائج وكل واحد حوائجه مختلفة عن الآخر وكل واحد منا يحتاج إلى من يلبي له حوائجه ناس عندهم آلام نفسية ، ناس عندهم آلام حسيه ، ناس عندهم حوائج ، عندهم ديون ، عندهم حاجات يريدون قضائها ، لهم مطالب ، كلنا على اختلاف حوائجنا لو وقفنا بين يدي الله عز وجل وأعطى كل واحد منا حاجته ما نقص ذلك من ملكه شيء سبحانه وتعالى
ولكن نحن ماذا نفعل في أنفسنا نطيل علينا أزمنة البلاء كيف ؟ نطرق باب فلان وباب فلان وباب فلان فيغلق الله دوننا الأبواب حتى نعود في النهاية الى بابه ، ولا بد أن نعود إلى بابه ونحن على يقين أنه لا يقضي حاجتنا إلا الله ولا يفرج همومنا إلا الله ولا يقضي ديوننا إلا الله ولا يشفي أمراضنا إلا الله
ونحن يا جماعة الآن ضيوف الرحمن أليس من العيب أن تطرقي بابه وتطلبي من غيره ؟ فنحن عباد الله في كل أرض من الأراضي في كل مكان الله يرزقنا ويعطينا ويفرج همومنا فكيف عندما نكون في بساطه سبحانه وتعالى علينا أن نحقق التوحيد في هذا المكان أكثر من غيره لأن من علامة تعظيمك لهذا البيت المعظم أن تعظم رب هذا البيت أن تتعلق برب هذا البيت أن توحد رب هذا البيت

لا تظن أن مهموما يشتكي همه إلى الله ولا يفرج همه ، لا تظنوا أن مكروبا يلجأ إلى الله ويرده خائبا ، لا تظنوا أن مريضا يفزع إلى الله فيتركه بدون أن يعافيه ويرزقه ، لا تظنوا أن أي صاحب حاجة له حاجة ويرفعها بين يدي الملك وهو ذليل ومنكسر ومتعلق به إلا ويقضي الله له حاجته
فلا بد ونحن في هذا المكان المعظم أن نجاهد قلوبنا على أن لا تلتفت لغير الله ، مهما كانت حوائجكم ومهما كانت مطالبكم فالله عز وجل هو الصمد هو ملك الملوك هو الرحمن الرحيم هو اللطيف هو المنان هو البر سبحانه وتعالى
إذا قال أحد أستحي أطلب من الله لأني أنا مذنب ومقصر ، نقول ما دمت جئت في بساطه فاعلم أن الله سبحانه وتعالى تواب يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل
فالله عز وجل تواب يقبل على العبد التائب فيوفقه للتوبة ويشرح صدره لها ويعينه عليها ويقبلها منه فأنت الآن تعيش في هذا الزمن في هذا الوقت في هذا المكان تعيش وتنتظر من الله الرحمات العظيمة لو أنك أحسنت الظن بالله وأيقنت به سبحانه وتعالى ، فلا تتركوا الشيطان يعجلكم فيقول أنظر إلى فلان ليساعدك ، فلان ليأخذ بيدك ، تقول لا فأنت لك صمد تفزع إليه في طلب حوائجك مهما عظمت مطالبك فهي ليست على الله بعظيمة بل الله عز وجل يقول : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض )) الله لا يعجزه شيء فمهما طلبنا من المطالب فهو سبحانه وتعالى الملك الذي بيده ملك كل شيء وهو على كل شيء قدير ، وهو سبحانه وتعالى الكريم الذي إذا أعطى عبده أدهشه بالعطاء فتذكروا وأنتم في هذا المكان وبجوار هذا البيت العظيم تذكروا قصة إبراهيم عليه السلام عندما جاء بهاجر وولدها اسماعيل عليهما السلام ، أتى بهم إلى مكة وقد كانت واد غير ذي زرع لا زرع به ولا ماء أتى بهما إبراهيم بأمر الله وعندما رأته ذاهب قالت له يا إبراهيم لمن تتركنا ؟ لماذا تتركنا بهذا الوادي الذي لا زرع به ولا ماء ؟ وكان لا يلتفت إليها ثم قالت له يا إبراهيم أالله أمرك بهذا قال نعم قالت إذن لا يضيعنا ، أنظري بركة هذا التوحيد والتعلق بالله كيف جعل الله هذا المكان مكانا مباركا تهوي إليه الأفئدة من كل مكان
اعلموا أن نبوة محمد صل الله عليه وسلم كانت ببركة دعاء إبراهيم عليه السلام ، ببركة توحيد إبراهيم عليه السلام ، وجعل الله هذه الكعبة قياما للناس وكل هذا بسبب بركة التوحيد
من أراد أن يغمره الله بالبركات عليه أن يعيش حياته موحدا لله ، هذه البقعة فرصة لنا أن ندرب أنفسنا أن لا نتعلق إلا بملك الملوك مهما كانت لك مطالب ارفعها للملك ، أنظر كيف الملك يعاملك بالكرم والعطاء والمن والرحمة واللطف أي بعطاء لا يخطر لك على بال ، فالإنسان مهما كانت مطالبة مريض يطلب الشفاء يفزع إلى الله بالدعاء والالتجاء والإلحاح أن يمن الله عليه بالشفاء
وإبراهيم عليه السلام ماذا يقول : (( وإذا مرضت فهو يشفين )) هو الشافي وحده سبحانه وتعالى قال النبي صل الله عليه وسلم (( هو يطعمني ويسقين )) يعني إذا احتجت الطعام إفزع إلى الملك
الله يقول في الحديث القدسي : كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي لو أن إنسكم وجنكم وأولكم وآخركم قاموا في صعيد واحد يسألونني حوائجهم لأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيء
إذن لا بد أن نعرف المهم من وجودنا هنا كم بقي متعلقا قلبنا بالله معظما لله ، كم توسل وانكسر وتذلل بين يدي الله لأن التعظيم لهذا البيت والتعظيم لرب هذا البيت لا يكون إلا بالإخلاص في العمل لله عز وجل فأنت الآن عرفت أن ربك أحد متفرد سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته وأفعاله ، تفرد سبحانه وتعالى في كل كمال وجلال وكبرياء وعظمة فواجب عليك أن قلبك لا يفزع إلا إليه سبحانه وتعالى ، قلبك يمتلأ بمحبته وتعظيمه ويقف عند بابه في تحقيق كل الحوائج كل المطالب ، ممكن أحد يقول لا أريد شيء من الدنيا أنا أريد أن أتعلم العلم النافع ، فانظر الله عز وجل أمرنا كل يوم أن ندعو في سورة الفاتحة (( اهدنا الصراط المستقيم )) والصراط المستقيم هو معرفة الحق والعمل به ، أحضر قلبك وأنت تقرأ الفاتحة وقل (( اهدنا الصراط المستقيم )) بقلب صادق حاضر ثم انظر كيف يفتح لك الكريم أبواب العلوم النافعة يفتحها لك من حيث لا تحتسب يفتح لك أبواب العلوم النافعة
فكل مطلب ديني أو دنيوي افزع إلى الله سبحانه وتعالى في طلبه ولا تستعجل في الاجابة اطلب وألح وابكي وذل وانكسر وسترى كيف الله عز وجل سيعاملك بكرمه وعطائه ومنه ، ربك يعطيك فوق ما تتصور يعطيك عطاءا لا يخطر لك ببال ولا في الخيال ، عطاء الكريم إذا أعطى أدهش بالعطاء ، فالإنسان يطلب شيء ثم يدهش بأن الله أعطاه أضعاف أضعاف ما كان يطلب ويتمنى ، المهم أن ينظر الله قلوبنا في هذا المكان العظيم ونحن لا تلتفت قلوبنا إلى غيره طرفة عين ، اجعلوا قلوبكم واقفة عند بابه في طلب الحوائج في المحبة في التعظيم في كل أموركم افزعوا إليه حتى في شربة الماء لو احتجت لها اطلبها من الله ، كل شيء صغير كان أو كبير افزع إليه سبحانه وتعالى في طلب الحوائج
انظروا أمر عجيب الله عز وجل يحب من عباده أن يطلبوا منه حوائجهم ماذا يقول الله لنا ؟ يقول : (( وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) ولكن أنت أنظري إلى حال الخلق فلو جئت لشخص ولمست فيه الكرم طلبتيه أول مرة يعطيك ثاني مرة يبدأ يتغير ثالث مرة يبدأ يصرفك لأن الخلق فقراء ضعفاء بخلاء لكن الله عز وجل سبحانه وتعالى هو المتفرد بالكمال هو المتفرد بالكرم والملك والعطاء فهل من العقل أن تترك الملك وتطلب من العبيد ؟ هل من العقل أن تترك الغني وتطلب من الفقير ؟ هل من العقل أن تترك الكريم وتطلب من البخيل فالأسباب يسببها الله سبحانه وتعالى ويقول عز وجل (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )) هو الأول الذي ليس قبله شيء هو الأول الذي يخلق الأسباب ويسخر لك الأسباب ويعينك على القيام بالأسباب وهو الآخر الذي يوقعك بالأسباب بل هو الآخر الذي يعطيك بدون أسباب ، فأنت الآن أول شيء تفعله قبل الأسباب أن ترجع إلى الله لأن الله هو الذي يسبب لك الأسباب وهو الذي يعينك على القيام بها ،فاجعل فزعك أول ما تفزع بها إلى الصمد لأن الصمد هو الذي تفزع إليه القلوب عند حوائجهم كل الناس يفزعون إلى الله لأنه لا صمد على الحقيقة إلا الله
ثم انظر كيف الصمد يهيأ لك الأسباب ففي قصة هاجر واسماعيل أين الأسباب كانت تسعى بين الصفا والمروة لعلها تجد شخص يعينها لكن قلبها معلق بالله ، ففجر الله لها ماء زمزم وأصبح هذا الماء عين جارية إلى يوم القيامة ، إلى اليوم نحن نشرب من هذا الماء الذي تفجر تحت قدمي اسماعيل
فالعطايا التي أعطاها الله عباده بالتوحيد ليس مثلها عطايا ، عطايا تبقى بركاتها أبد الآباد ، فانظروا إلى ابراهيم وتوحيده وكيف الله بارك له وجعل هذا البيت قائم إلى قيام الساعة ببركة توحيد ابراهيم عليه السلام ، وجعل قلوبنا تشتاق إلى هذا المكان وتحب أن تأتي إليه ، كل هذا من آثار توحيد ابراهيم عليه السلام
والله عز وجل قال : (( إن إبراهيم كان أمةً )) أمةً أي إماماً يقتدى به في الخير ، فكل من يأتي إلى هذا المكان لا بد أن يقتدي بإبراهيم عليه السلام في تحقيق التوحيد
إبراهيم عليه السلام ضرب أروع مثال لتحقيق التوحيد عندما ألقوه قومه في النار ألقوه من المنجنيق من مسافة بعيدة فأتله جبريل وهو في الهواء قال يا إبراهيم ألك حاجة ( فهذه الأسباب جاءته ) وهو يعرف أن الله أرسله فقال أما إليك فلا وأما إلى الله فحسبنا الله ونعم الوكيل ، فحول الله النار المشتعلة التي إذا مر بها الطير سقط مشوياً حولها إلى برداً وسلاماً بسبب توحيد إبراهيم عليه السلام
ونحن ممكن أن ننال بالأسباب لكن بركة ما نناله بالتوحيد لا يساويها بركة عطار ليس له حدود وليس له منتهى ، يجب أن نخلص قلبنا من أي توحيد لغير الله ، من أي تعلق لغير الله ، من أي تعظيم لغير الله ، من غير إلتفات لطلب الحوائج لغير الله ، ولذلك يبين الله لنا كماله وتفرده بالكمال بعد (( الله الصمد )) (( لم يلد ولم يولد )) فالله من كمال ملكه وكمال غناه ليس له والد وليس له ولد بل هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الملك الغني الذي لا حاجة له إلى الولد وإنما يحتاج الولد من ؟ الفقير الضعيف ، أما الله القوي العزيز سبحانه وتعالى تنزه عن الصاحبة والولد ، وهذا يزيدنا إيماناً به سبحانه وتعالى
إنه الملك الغني الذي لا يحتاج إلى أحد وكل أحد يفتقر إلى الله سبحانه وتعالى بل لا غنى لنا عن رحمته وعطائه وكرمه طرفة عين ، فلو أن الله وكلنا إلى أنفسنا الضعيفة طرفة عين لهلكنا ونحن نعيش برحمة الله ، نعيش بنعمة الله ، نعيش بقيومية الله عز وجل ، نعيش بعطاء الله عز وجل فلا غنى لنا عنه طرفة عين ، ولذلك ختم الله السورة العظيمة بقوله (( ولم يكن له كفواً أحد )) أي ليس له شبيه ولا مثيل ولا نظير لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته سبحانه وتعالى
فهذه السورة حري بمن قرأها أن يخلص قلبه من أي التفات لغير الله ، وإن مسألة التوحيد يتعب الانسان في البداية من مجاهدة نفسه لأنه متعود على أخذ الأسباب فعلى طول يجري وراء الأسباب فعندما يمنع نفسه في البداية ويقول لا أنا سأطلب من الله فان الشيطان يقول له عندك الأسباب اذهب فيقول هو مسبب الأسباب ، ولا مسبب للأسباب إلا الله سبحانه وتعالى فاذا جاءك بالأسباب لا بأس خذها ولكن في البداية لا تفزع إلا إلى الله فهو يسبب الأسباب ويسخرها لك ويعينك على القيام بها
وهو الآخر الذي ينفعك بالأسباب فكم من المرات قلوبنا تفزع إلى الطبيب تفزع إلى الدواء تفزع إلى الأسباب المادية دون أن تفزع إلى الله فنخذل ، ومن رحمة الله أن يخذلنا حتى نعود ونطرق بابه ونلتجأ إليه ونتذلل بين يديه سبحانه وتعالى
هذه السورة حري بمن قرأها أن يعلج ما في قلبه من التفاتات إلى غير الله وأنتم تعلمون أن الانسان ما يخرج به من هذه الحياة ويكون سبب في نجاته أن يكون قد مات على التوحيد ، أن يكون قد عاش على التوحيد ومات على التوحيد ، الذي يعيش طول حياته قلبه ملتفت لغير الله لا يظن أنه في لحظة الوفاة سيقول لا إله إلا الله ، نقول لأنفسنا هو الله أحد هو الواحد الذي نتعلق به ونعظمه ونفزع إليه في طلب حوائجنا ، فمن عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه
فنسأل الله عز وجل أن يحينا على التوحيد الخالص وأن يتوفانا على التوحيد الخالص وأن يحشرنا في أهل التوحيد والأئمة المحققين للتوحيد وأن يدخلنا الجنة ببركة هذا التوحيد بغير حساب ولا عذاب

================================================== =======================

اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما
اللهم اجعل عملي خالصاً لوجهك الكريم لا رياء ولا سمعة




,rthj j]fvdm lu s,vm hgYoghw j]fvdm s,vm



 


رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 04:39 PM   #2
juman96



الصورة الرمزية juman96
juman96 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 28-03-2024 (10:27 PM)
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم :  388687963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي رد: وقفات تدبرية مع سورة الإخلاص



جزاك الله خيرا اختي الحبيبة
وجعل الله كل حرف كتبتيه في موازين حسناتك يوم القيامة..


 
 توقيع : juman96
:


رد مع اقتباس
قديم 29-10-2015, 08:34 AM   #3
مُزُنْ



الصورة الرمزية مُزُنْ
مُزُنْ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 681
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 28-03-2024 (10:49 PM)
 المشاركات : 48,582 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: وقفات تدبرية مع سورة الإخلاص



جزاك الله خير ..فتح الله عليك وبارك في جهودك


 
 توقيع : مُزُنْ
[CENTER]


رد مع اقتباس

اضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإخلاص, تدبرية, سورة, وقفات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفات تدبرية مع سورة الفاتحة بدوره _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره 2 10-08-2015 12:34 PM
تفسير سورة الإخلاص من تفسير السعدي مُزُنْ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره 2 28-09-2014 04:16 PM
وقفات مع دموع المرأة غصة الوريد - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ 3 01-04-2013 06:16 AM
وقفات بعد رحيل رمضان ,’ مَرٿ س̭نھہ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 2 28-08-2012 06:43 AM
عشر وقفات بعد رمضان متفائل - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية 2 26-08-2012 02:40 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:43 AM

أقسام المنتدى

. , وطن مختلف ♪ @ مَن عَرف ربهُ ، رأي كُل مافي الحياة جميلاً ♪ @ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية @ ؤ. . رجل بِ كآريزمآ ♪ آنثى رقيقه ♪ @ - آلمطبخ والمآكولآت آلشهيه ‘ @ - آلعيآده آلصحيّه و مآئدة آلرشآقه ، @ - صَخب آلجوآل @ . . اِسترخاء بلون آخر ♪ @ - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ @ منتدى العرب المسافرون @ - - ضجةة . . آلآقسآم آلتقنيه ♪ @ هنآ . . خلف الكوآليس ♪ @ ) خآرج آلآقوآس ( @ | لمن يهمه آلآمر | @ الأخبار القرارات الإدارية @ - هنآ حيثُ يسكننآ آلهدوءْ ‘ مدونتي @ - آزيآء وآنآقه ‘عطورهآ bath&body @ _ الحياة الأسرية والأجتماعية @ | نقطة وصل | @ _ الكمبيوتر والبرامج @ - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care @ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره @ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media @ - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ @ . , الاقسام العامة ♪ @ - بصمآت طُبعت لِ آلذكَرى ‘ @ قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ @ - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ @ - ورقَه وَمحبره ‘ @ نٌزَفُ آلَمِدُآدُ @ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث @ التعليم العام وآلمكَتبه وكلّ لغآت آلعآلم ‘ @ آنآقة آدم ‘ @ - عالم السيارات ‘ @ جدآئل من آلآبدآع ♪ @