ما يحرم على أ قارب الميت :
- النياحة :
وهو أمر زائد على البكاء , لقول النبي ﷺ :
(( اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب , والنياحة على الميت )) (( رواه مسلم )) .
- ضرب الخدود , وشق الجيبوب :
لقوله ﷺ: (( ليس منا من لطم الخدود , وشق الجيوب , ودعى بدعوى الجاهلية )) (( متفق عليه )) .
_ حلق الشعر أو نشره :
لقول أبو موسى رضي الله عنه :
(( أنا بريء ممن برىء منه رسول الله ﷺ فان رسول اللهﷺ برى ء من الصلقة ( التي ترفع صوتها عند الفجيعة بالموت ) والحالقة , والشاقة )) (( متفق عليه )) .
- الاعلام عن موته على رؤوس المنابر ونحوها :
لأنه من النعي المحرم الذي يشبه ماكان عليه أهل الجاهلية من الصياح على أبواب البيوت والأسواق .
ولحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : (( اني سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن النعي )) (( رواه الترمذي وحسنه الألباني ))

ما ينتفع به الميت :
ينتفع الميت من سعي الأحياء بأمرين
مجمع عليهما بين أهل السنة والجماعة وعند الفقهاء وهما :
أحدهما : ما تسبب اليه الميت في حياته .
الثاني : بغير ماتسبب فيه في حياته , أي بعمل غيره .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أولا : ماتسبب اليه الميت في حياته :
أي الأعمال الصالحة التي قدمها في الدنيا لقوله ﷺ :
(( اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث :
صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له )) (( رواه مسلم )) .
فاستثناء هذه الثلاث من عمله يدل على أنها منه , فانه هو الذي تسبب اليها .
ولقوله ﷺ: (( انما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره , أو ولدا صالحا تركه
, أو مصحفا ورثه , أو مسجدا بناه , أو بيتا لابن السبيل بناه , أو نهرا أجراه , أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ))
(( رواه ابن ماجه وحسنه الألباني )) .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ثانيا : بغير ماتسبب فيه في حياته , أي بعمل غيره :
مثل دعاء المسلمين له , واستغفارهم له ونحوه ..
كما قال تبارك وتعالى (( والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخوننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا انك رءوف رحيم (( 10 )) (( سورة : الحشر ))
فأثنى لله سبحانه عليهم باستغفارهم للمؤمنين من قلبهم
فدل على انتفاعهم باستغفار الأحياء ..
ولقوله ﷺ: (( اذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء )) (( رواه أبو داود وصححه الألباني )) .
ولقوله ﷺ في الصلاة الجنازة :
(( اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه , وأكرم نزله , وأوسع مدخله , واغسله بالماء والثلج والبرد , ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس , وأبدله دار خيرا من داره , وأهلا خيرا من أهله , وزوجا خيرا من زوجه , و أ دخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر , وعذاب النار ))
(( رواه مسلم )) .

من أنواع الصدقة الجارية :
- بناء المساجد .
- كفالة الأيتام .
- مساعدة الفقراء والمساكين .
- بناء المستشفيات لعلاج المسلمين .
- بناء المدارس لتعليم المسلمين .
- سقيا الماء .
- اعانة طلاب العلم .
- طباعة المصاحف والكتب .
- اعانة ابن السبيل .
- ذبح الأضاحي وغيرها .

ما يصل الى الميت بعمل غيره :

أولا : الدعاء والاستغفار له : ولقوله ﷺ : (( اذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ))
(( رواه أبو داود وصححه الألباني ))
ولقوله ﷺ: ((استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الان يسأل ))
(( رواه أبو داود وصححه الألباني ))
ثانيا : قضاء الدي ن : لقوله ﷺ لسعد بن الأطول : ((ان اخاك محبوس بدينه فاذهب فاقضه عنه ))
(( رواه ابن ماجه وصححه الألباني ))
ولحديث أبي قتادة رضي الله عنه حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاها قال له ﷺ: (( الان بردت عليه جلدته ))
(( رواه أحمد وحسنه الألباني )) .
ثالثا : الحج والعمرة عن الميت :
فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان امرأة من جهينة جاءت الى النبي ﷺ فقالت ان أمي نذرت ان تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها قال : (( نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا فالله أحق بالوفاء )) ( متفق عليه )
رابعا : الصوم الواجب عن الميت :
فيجوز أن يصوم الولي عن الميت اذا مات وعليه صيام
وذلك لما ثبت عن النبي ﷺ : (( من مات وعليه صيام صام عنه وليه )) ( متفق عليه )
وفي الصحيحين أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل الى النبي ﷺ فقال : يارسول الله ! أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ؟ قال : (( نعم فدين الله أحق أن يقضى )) ( متفق عليه )
ويرى ابن عباس والامام أحمد والألباني وغيرهم يصوم عنه النذر ويطعم عن رمضان .
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه : (( اذا مرض الرجل في رمضان ولم يصم أطعم عنه ولم يكن عليه قضاء , وان كان نذر قضى عنه وليه )) ( رواه أبو داود ) .
خامسا : الصدقة الجارية :
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي ﷺ: (( ان أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : (( نعم ))
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رجلا قال : ان أمي افتلتت ( أي ماتت فجأة ) نفسها ولم توص , و أظنها لو تكلمت تصدقت , فهل لها أجر ان تصدقت عنها ؟ قال : (( نعم )) ( متفق عليه )
سادسا : الثناء على الميت :
لقوله ﷺ: (( أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض )) ( متفق عليه )
قال النووي : (( كل مسلم مات فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أ نه من أهل الجنة ))
والمعتبر في ذلك شهادة أهل الفضل والصدق لا الفسقة .

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
وصول ثواب سعي الغير الى غيره وانتفاعه به اذا قصده به فمن ذلك :
1- الدعاء 2 - الصدقة عن الميت 3 - الصيام عن الميت 4- الحج عن غيره .
5 - الأضحية عن الغير .
6 - اقتصاص المظلوم من الظالم بالأخذ من صالح أعماله ( كما في حديث المفلس )
7- انتفاعات أخرى بأعمال الغير , كرفع درجات الذرية في الجنة الى درجات آ بائهم .. ( مجموع الفتاوى : 17 \ 256 )

ما هو الشَّيء الَّذي ينفع الميت بعد موته، ويكون جارٍ لهُ إلى يوم القيامة؟



سُئِلَ الإمام محمَّد بن صالح العُثيمين ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ: ما هوَ الشَّيء الَّذي ينفعُ الميت بعد موته، ويكون جارٍ لهُ إلىٰ يوم القيامة، هل هي الكتُب الشَّرعيَّة، أو الماء السَّبيل، وما المقصود بالصَّدقة الجاريَّة؟

فأجابَ: أمَّا قول السَّائل: "إلىٰ يوم القيامة" فهٰذا لا يُمكن لأحدٍ أنْ يجزم به، فالأعيان مهما كانت لا يُمكن للإنسان أنْ يجزم ببقائها إلىٰ يوم القيامة؛ لكن! الصَّدقة الجارية هي الَّتي فعلها الميِّت قبل أنْ يموت.
والمراد الشَّيء الثَّابت: كالمساجد والمدارس والكتُب ومساكن الفُقراء وما أشبه ذٰلك، هذه تبقىٰ للميِّت، وتنفعه بعد موته، لقولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا مات الإنسان اِنْقطع عمله إلَّا مِنْ ثلاثٍ، من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له». وأفضل هٰذه الثَّلاثة: «العلم».

العلم الَّذي ينتفع به، لأنَّ الصَّدقة الجارية تفنىٰ، والولدُ الصَّالح يموت، والعلمُ يبقىٰ، وإذا شئت أنْ تعتبر فاعتبر بالعُلماء الَّذين ماتوا قبل مئات السِّنين، تجد أنَّ كتُبهم بين أيدي النَّاس اليوم ينتفعون بها فكأنَّهم يدرِّسُونهم، ولهٰذا أحثُّ شَبابنا علىٰ طلب العلم الشَّرعيِّ الَّذي ينفعون به أنفسهم في حياتهم، وبعد موتهم، وينفعون به المسلمين، بَلْ وينفعون به الإسلام، "والعلم الشَّرعيِّ لا يعدلهُ شيءٌ؛ "العلم الشَّرعيِّ ـ أعني: تَعلُّم العلم الشَّرعيِّ ـ أفضل مِنَ الجهاد في سبيل الله"، لأنَّ الأُمَّة تحتاج إليه في جميع ميادين الحياة، أيْ: تحتاج إلى العِلْم، والجهاد دفاعٌ عنِ الإسلام، وينتفع به في جهة الجهاد فقط، وربَّما يكون الاِنتفاع به عامًّا، لكنَّهُ ليس كالعلم.

قالَ الإمام أحمد بْن حنبل رَحِمَهُ اللهُ: «الْعِلْمُ لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ لِمَنْ صَحَّتْ نِيِّتُه»، فقالَ: "لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ" وهو إمام أهل السُّنَّة، المحدِّث الفَقيه، يقولُ:"لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ"، إنَّني أحثُّ الشَّباب علىٰ تعلُّم العِلم الشَّرعيِّ، المأخُوذ مِنْ كتاب الله، وسُنَّة رسُولهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، معَ الاِسْتعانة عَلَىٰ ذٰلكَ بكلام أهلِ العِلْم السَّابقين، الَّذين أفْنَوْا أعمَارهم بالبَحث والتَّنقيب فِي المسَائل والدَّلائل. نعم.اهـ.

جزاك رب العباد الفردوس الأعلى على مرورك الرائع ومشاركتك الاروع غلاتي شموختي
اللهم آمين يارب العالمين

حكم قراءة القرآن للميت :
هذه المسألة اختلف الفقهاء فيها فمنهم من يرى أنه ينتفع به , والمشهور في مذهب مالك والشافعي أنه لايصل اليه
وهو رأي كثير من الفقهاء , واستدل الامام الشافعي على عدم وصول ثواب القرآة بآية : (( وأن ليس للإنسان الا ماسعى ))
( النجم : 39 )
ولحديث : (( اذا مات الانسان انقطع عمله ... ))
قال النووي : (( وأما قراءة القرآن وجعل ثوابها للميت والصلاة ونحوها , فذهب الشافعي والجمهور أنها لاتلحق الميت )) .
وسئل العز بن عبد السلام عن ثواب القراءة المهدى للميت هل يصل أو لا ؟
فأجاب بقوله : (( ثواب القراءة مقصور على القارىء ولا يصل الى غيره )) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات :
(( ولم يكن من عادة السلف اذا صلوا تطوعا أو صاموا تطوعا أو حجوا تطوعا , أو قرؤوا القرآن يهدون ثواب ذلك الى اموات المسلمين , فلا ينبغي العدول عن طريق السلف فانه أفضل وأكمل )) .
والشيخ رحمه الله تعالى قول آخر في المسألة , خالف فيه ماذكره آنفا عن السلف .
وانتصر له ابن القيم رحمه الله تعالى .
وفي سؤال وجهه الى اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية برآسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله برقم ( 2232 )
ونص السؤال : هل يصل ثواب قراءة القرآن و أنواع القربات الى الميت ؟
سواء من أولاده أو غيرهم ؟
الجواب : لم يثبت عن النبي ﷺ فيما نعلم أنه قرأ القرآن , ووهب ثوابه للأموات من أ قربائه أو من غيرهم , ولو كان ثوابه يصل اليهم لحرص عليه , وبينه لأمته لينفعوا به موتاهم , فانه ﷺ بالؤمنين رؤوف رحيم , وقد سار الخلفاء الراشدون من بعده وسائر أصحابه على هديه في ذلك , رضي الله عنهم , ولا نعلم أن أحدا منهم أهدى ثواب القرآن لغيره , والخير كل الخير في اتباع هديه ﷺ , وهدي خلفائه الراشدين وسائر الصحابة رضي الله عنهم , والشر في اتباع البدع ومحدثات الأمور , وعلى هذا لاتجوز قراءة القرآن للميت , ولا يصل اليه ثواب هذه القراءة , بل ذلك بدعه .
ورأى الشافعي ومن معه هو الأحوط والأسلم في هذه المسألة .

حكم قراءة القرآن عند زيارة القبور :
بالاتفاق بين الأئمة على أن قراءة القرآن عند زيارة القبور مما لا أصل له في السنة , بل الأحاديث المذكورة في المسأله تشعر بعدم مشروعيتها , اذ لو كانت مشروعة , لفعلها رسول الله ﷺ وعلمها أصحابه .
قال الامام أحمد رحمه الله لمن يراه يقرأ على القبر :
ياهذا , ان قراءة القرآن على القبر بدعة , وهو قول جمهور السلف وعليه قدماء أصحابه , وقال أيضا : والقراءة على الميت بعد موته بدعة .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
الراجح من أقوال أهل العلم أن القراءة على القبر بعد الدفن بدعة , لأنها لم تكن في عهد الرسول ﷺ , ولم يأمر بها ولم يكن يفعلها ... وأيضا اجتماع الناس في البيوت للقراءة على روح الميت لا أصل له , وما كان السلف الصالح رضي الله عنهم يفعلونه , والمشروع للمسلم اذا أصيب بمصيبة أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله ... أما الاجتماع عند أهل الميت , وقراءة القرآن ووضع الطعام وما شابه ذلك فكلها من البدع .
( مجموعة الفتاوى 17 \ 220 )
أما مايروى عن ابن عمر أنه أوصى بقراءة الفاتحة وخواتيم البقرة على قبره , فهو أثر شاذ لم يصح سنده .