تذكرنــي
التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


        
        




 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 10-06-2018, 03:19 AM   #1
غصة الوريد



الصورة الرمزية غصة الوريد
غصة الوريد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1390
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 28-03-2024 (04:23 AM)
 المشاركات : 11,831 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black
افتراضي لا تندم على حسن جمال اخلاقكك !



وقف الشاب في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة،
وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخر.
كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط.
قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين.
-
لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا،
كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا وراح يقلب صفحاته.
لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كُتبت بقلم الرصاص
على هامش كل صفحة.
أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق،
وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف
باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.
ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف،
كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها.
-
خلال تلك المدة، اُُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية
التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.
بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة
التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر
وتوقع أن تكون في غاية الجمال.
-
أتفقا على موعد لتزوره، و
بناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.
شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، وراح يمعن في كل وجه على حدة.
لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها الأشقر الجميل،
وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!
شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله،
لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسما وملوحا بيده.
كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته،
ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها،
امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها،
تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.
-
شعر بخيبة أمل كبيرة:
"ياإلهي لقد أخطأت الظن!
توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة
التي انتظرتها أكثر من عام،
لأفاجئ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ"
أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفا،
لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه
على أن يبقى حيا.
استجمع قواه، حياها بأدب ومدّ يده مصافحا:
أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك السيدة مينال!
-
قال يحدث نفسه:
"إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!،
ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة:
"تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا"
فردت:
يابني، أنا لست السيدة مينال، ولا أعرف شيئا عما بينكما.
ثم تابعت تقول:
قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة
التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات،
وأعطتني وردة حمراء وقالت:
سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا.
إن كان لطيفا معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم،
وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه،
لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك.
عانقها شاكرا وركض باتجاه المطعم!
...............
عزيزي القارئ:
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا.
الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته،
هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.
ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته،
ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها،
ومع ذلك لم يخرج عن أدبه، بل ظل محتفظا برباطة جأشه.
تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا ومتفائلا خلال الحرب،
وحاول في لحظة أن يتناسى غشها،
فكان لطيفا ودعاها إلى تناول الغداء.
هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة
ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم.
تصوروا لو سمح هذا الشاب لغضبه أن يسيطر عليه، كم يوما من الندم كان سيعيش؟


gh jk]l ugn psk [lhg hoghr;; ! jc[g



 


رد مع اقتباس

 

الكلمات الدلالية (Tags)
اخلاقكك, تؤجل, حمام

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تندم على حسن جمال اخلاقكك غصة الوريد قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ 1 13-05-2018 04:41 PM
جمال الانثى براءة مشاعر قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ 5 06-08-2017 12:59 PM
حمام ملكي بروائح الورد,الدلكه السودانيه,حمام مغربي 2013 , حمام زيت 2014 غصة الوريد - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care 1 08-05-2013 07:48 AM
جمال الابيض ام راشد - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ 8 09-01-2013 05:13 AM
غنا حمام الورق ..! النديم - ورقَه وَمحبره ‘ 8 01-09-2012 11:36 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 01:38 AM

أقسام المنتدى

. , وطن مختلف ♪ @ مَن عَرف ربهُ ، رأي كُل مافي الحياة جميلاً ♪ @ - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية @ ؤ. . رجل بِ كآريزمآ ♪ آنثى رقيقه ♪ @ - آلمطبخ والمآكولآت آلشهيه ‘ @ - آلعيآده آلصحيّه و مآئدة آلرشآقه ، @ - صَخب آلجوآل @ . . اِسترخاء بلون آخر ♪ @ - آلبوم آلصور _لوحآت ‘ @ منتدى العرب المسافرون @ - - ضجةة . . آلآقسآم آلتقنيه ♪ @ هنآ . . خلف الكوآليس ♪ @ ) خآرج آلآقوآس ( @ | لمن يهمه آلآمر | @ الأخبار القرارات الإدارية @ - هنآ حيثُ يسكننآ آلهدوءْ ‘ مدونتي @ - آزيآء وآنآقه ‘عطورهآ bath&body @ _ الحياة الأسرية والأجتماعية @ | نقطة وصل | @ _ الكمبيوتر والبرامج @ - آلعنآيه بآلبشره والشعر | skin care_ Hair care @ _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره @ -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media @ - آلديكور وتآثيث آلمنزلَ ‘ @ . , الاقسام العامة ♪ @ - بصمآت طُبعت لِ آلذكَرى ‘ @ قطآف عآمه / مآذآ : يُحكَى سلَفآ ‘ @ - النقاش والحوار / تطويرالذات ‘ @ - ورقَه وَمحبره ‘ @ نٌزَفُ آلَمِدُآدُ @ ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث @ التعليم العام وآلمكَتبه وكلّ لغآت آلعآلم ‘ @ آنآقة آدم ‘ @ - عالم السيارات ‘ @ جدآئل من آلآبدآع ♪ @