منذ ان شعرت بآلام قوية لم تستطع تحملها

حكاية مثل كل الحكايات تبدأ بكان ياما كان و لكنها لم تنتهي
تغيرات تحدث و خبرات نأخذ ...وبالنهاية هي حكاية


بدأت الحكاية منذ ان شعرت بآلام قوية لم تستطع تحملها دخلت المشفى وظلت تتألم به

فجأة !! صار كل من حولها قلق بشأنها ضغط دمها ارتفع ..ويجب ان تكون بغرفة العناية المركزة

يقولون..ربما تموت هي وربما يموت الجنين و ربما يموتان معا

يا الله أطلقتها وتضرعت لربها ليحفظهما معا ...تغيب عن الوعي وتفيق ثم تغيب وتفيق ثم غابت

ثم أفاقت لتجد ابنتها الاولى قد جاءت إلى الدنيا فجرا

ما أجملها من لحظة بالنسبة لها ...ها قد استجاب لها ربها

عاهدت نفسها من داخلها أن تكون ابنتها هذه اختها و صديقتها

مرت الايام وظلت ابنتها تكبر شيئا فشيئا وأمها تتابعها بعين الحرص والحب

قلبها ينبض بقوة فابنتها قد خطت خطوتها الاولى

تمنت من داخلها ان تكبر بسرعة لتراها بجانبها تساندها

ومع مرور السنوات صارتا قريبتين من بعضهما جدا أختين وصديقتين

وانضمت لهما أخت صغيرة أيضا ...كل يوم ترى الأم بنتيها معها

تبذل من أجلهما كل ما تستطيع تحاول ان تعلمهما كل الآداب الشرعية و اللغات والعلوم

كل يوم تجلس بجانبهما تحكي لهما القصص و تقرأ لهما قرآن وتمضي

وهما نائمتين بسعادة كبيرة ....


لطالما استيقظت ليلا وهي تسمع امها تتلو

فتشعر بأمان يحتويها

كانت ابنتها الكبرى تقلدها بكل شئ ...تأخذ نقاب أمها تلبسه فيقع منها

ثم تلبسه فيقع منها...تأخذ حذاء أمها ترتديه و تحاول ان تلبس كل شئ مثلها

تتكلم مثلها ...تضحك مثلها ....تريد أن تكون توأمها الصغير و رفيقتها

كانت الابنة تفعل كل شئ بشمالها وأمها وابيها ينهوها عن ذلك

فكل مرة جلست لتأكل ظلت أمها تكرر عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك "
حتى استطاعت الابنة ان تأكل بيمينها و تشرب بيمينها

عندما بلغت ابنتها السابعة كانت بدأت تكتب قصصا من نسج خيالها

وامها تشجعهاو تدعمها وتشعر أن ما اروع ما كتبته الابنة

بينما لو ان أحد قرأ هذه القصص لضحك منها ،

علمتها أمها الخط وكيف تنسج الحروف بشكل جميل


كبرت الابنة حتى صار عمرها عشر سنوات واصبحت تدرك الامور

والام تخصها بخبراتها و اسرارها وهن دائما معا كالتوأمتين


بليلة من ليالي الشتاء الباردة صرخت الابنة صرخة وظلت تنادي على امها

تقول لها امي اذني يا امي اذني تؤلمني

والام : تجيب اهدئي اهدئي واستغفري الله وادعيه
وأنا ساجلس بجانبك ....سأرقيكِ
ظلت الام جالسة لمدة طويلة حتى انتصف الليل والابنة تبكي ولا تحتمل الألم
ظلوا هكذا حتى اشرقت الشمس ليذهب الاب بها للطبيب
للأسف كانت البنت مريضة جدا ويجب ان ترتاح في الفراش فأمها تسندها و تطعمها
كأنها طفلة صغيرة جدا ...وامها تبكيها وتكتم حزنها

كلما مرضت ابنتها كانت الام تشعر بالالم تريد ان ترى ابنتها على ما يرام

ابنتها ترجع من المدرسة تحكي لها ما حدث معها بالمدرسة

تقول يا أمي لا أفهم كذا اشعر اني لن اكون متفوقة هذا الشهر
وامها ترد : قال الرسول صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"
استعيني بالله ولا تعجزي

امي تعبت من الناس أنا مختلفة عنهم وهم مختلفون عني ...أمي ءأنا غريبة
أمي يسمعون الاغاني و يقولون لماذا لا تشاهدين أفلام ؟لماذا لا تذهبين للسينما؟؟
بنيتي :الرسول قال: بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء


أمي حزينة و أنا تعبت من المشاكل
بنيتي :السلف كانوا يقولون في المحن منح


امي أخاف ألا أحقق اهدافي ماذا أفعل؟؟
بنيتي لاتنال المطالب بالتمني لكن تؤخذ الدنيا غلابة
بنيتي من طلب العلا سهر الليالي


أمي الناس اتعبوني لا أعرف كيف ارضيهم فلا يعترضوا على حياتي؟
بنيتي :رضا الناس غاية لا تدرك
(ومن أراد رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه

, ومن أراد رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى الناس عليه )
وان سبت شئ قالت لها امها : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"


يجلسان معا كل يوم يتحدثان و لا يفعلان أي شئ غير معا و ثالثتهما البنت الاخرى

ظلت أمها وتؤيدها وتنصحها دائما بالقراءة منذ ان كانت صغيرة حتى اصبحت

تحب القراءة و تهواها و تشتري الكتب تطالعها باستمرار وامها تشجعها
شجعتها على الكثير فظلت الابنة من صغرها تؤلف وتؤلف قصصا و اشعار
وتنشئ مجلات بمدرستها و تجري أبحاث وهنا وهناك أمها وابيها معها


مرت السنوات لتكبر ابنتها وتصبح شابة تجلس معها وتقف بجانبها

صارت فعلا توأمها وصارت فعلا أختها وصديقتها

لا يستطيعان أن يفارقا بعضهما فقوة الصداقة التي بينهما

هي ما جعلت هذه العلاقة قوية..لطالما سألوا الابنة من أقرب صديقة إليكِ؟؟

فكان جوابها :أمي أمي و أختي الصغيرة

كانوا يتعجبون منها أفعلا صديقتها المقربة أمها ؟؟

أتحكي كل شئ و كل خواطرها لأمها ؟؟

نعم لم تكذب الابنة عليهم لأن اقرب شخص اليها بهذا العالم هو امها

مهما قيل ومهما قال أي أم لا يستطيع أحد أن يذكر فضلها

منذ سنتين تحديدا اشتد الألم و صارت الام تبكي كثيرا

والابنة تراقب والحزن يعتصر قلبها لكن امها اوصتها

تمسكي وكوني قوية فأنتي أنا فكوني حين مرضي أما لاخوتك

فكري كيف تتصرفي و لا تفكري بالحزن والهم

تحاول الابنة أن تتماسك لكن لا تستطيع كثيرا التماسك

فهي لا تستطيع ان ترى أمها (صديقتها) مريضة وتتألم

وترى اختها تبكي حزنا واخيها الصغير يتأمل الامور بدهشة

فهو لا يزال غير عاقلا للأمور والاخ الآخر يكتم مشاعره وحزنه بداخله....

أطلقت الابنة وصيتها وخطت حروفا متقطعة تقول فيها يا امي

امي لو كانت روحي تساوي راحتكِ فروحي هدية لكِ يا امي

لكني يا امي أعلم أن رضاكِ ليس في ذلك

رضاكِ يا امي أن اطيع الله ورسوله واكون قوية بديني و شخصيتي

رضاكِ يا أمي أن يكون لي بصمة اسلامية نافعة في مجتمعي

رضاكِ يا أمي أن أكمل ما بقي لي من كتاب الله وألا أتهاون

رضاكِ يا أمي أن أخلص عملي لربي


تعلمت منكِ الكثير يا أمي أنتِ وأبي فحفظكما ربي
وشفاكما الله وعفاكما
أتمنى أن أراكِ قريبا بصحة و عافية وألا اسمعك تتألمين أو تبكين
أحفظ وصاياكِ بداخلي فهي منقوشة نقشا لن يزول مع الزمن
أتمنى أن اكون بارة بكِ وبأبي وألا أخذلكما أبدا
اسأل الله أن يعينني على حفظ كتابه كاملا لتلبسان تاج الكرامة
وان اكون عند حسن ظنكما و أن احقق كل ما تتمنونه

الحكاية لم تنتهي و ربما لم يكن لي ان اكتبها ...لكن حينما يثار الألم
بداخلك وتشعر أن من تحب ليس على ما يرام ...لم يعد كما كان في السابق
حينها تنسى كل شئ ... و يبقى بذاكرتك فقط هو ..تشعر أنك بكرب و لا تحب
الافصاح عنه حتى لا تحمل غيرك همك و حزنك..ترسم البسمة غصبا على وجهك
تفتقد من تحبه كثيرا بجانبك أليس الأمر قاسيا ...شفاكِ الله وعفاكِ يا أمي

المصدر: منتديات رغد الشمال - من قسم: _ الحياة الأسرية والأجتماعية

---

lk` hk auvj fNghl r,dm gl jsj'u jplgih jplgih jsj'u auvj

الله يعطيك الصحه والعافيةة .. دمت ِ بخير