" هناك غيب جميل يُشكَّل خصّيصًا لك .. يُفصَّل على مقاسك .. على ما يشتهي قلبك ..
سيجيئك .. كن على ثقة بذلك .. وستتذوق حلاوة صبرك وانتظارك، وتشكر قمرك الذي أمدك بالنور في أشد لياليك حلكة "

أيها الصابرون…
مثلما ينتظر الصائمُ أذانَ المغرب موقناً أنه آتٍ…
كونوا على يقين بأن الفرج والبشرى بإذن الله آتيانِ أيضاً!

‏‏" قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون "
تذكَّرها كلما انقطعت بك السبل، وأحاطت بك الشدائد، وتعسر بك كل أمر يسير ..
تذكَّرها وأنت ترى كيف أن الله يكشف كربة أقوام وهو يعلم بأنهم سيشركون، فكيف به مع كربة مَن قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه ! "

لقد كانت مواساتي لنفسي دائماً، أن الله ما أحدث لي أمراً إلا لخير، وما أشقاني إلا ليرضيني، وما أبكاني إلا لِأتلذذ بطعم الفرح، وما حرمني إلا ليعوضني، وما أخذ مني إلا ليعطيني، وما جعلني أقطع طريقاً طويلاً ومظلماً إلا ليعلمني أن الشمس تغيب ثم تشرق ..
وأنه من الضروري أن أحمل نوراً في قلبي

ﺳﻴُﻔﺎﺟﺌﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﺑﺸﻲﺀ ﺃﺭﺩﺗﻪ ﺩﻭﻣﺎً .. بشيء سيجعلكَ ﺗﺴﺠُﺪ ﻟﻠﻪ ﺷﻜﺮﺍً .. ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻓﺮﺣﺎً، إن الله على كل شيء قدير.

تظن أنك ستنهار والظلام حاصرك، روحك متعبة قبل جسدك وتفاصيل الحياة أجهدتك، تقاوم بصمت ولا أحد يشعر بمواجهاتك، أتظن الله لا يعلم حالك، تحزن وتضيق حتى تظنها نهايتك، لا تعلم أن الله يدبر أمرك، في لحظة يفرج همك، لست وحدك الله سندك، حتى ما يؤذيك قد كُتب فيه أجرك، آمين لكل ما في أعماقك.

يعتبر الصبر من أفضل الأخلاق التي يمكن أن يتمتع بها أي إنسان، حيث أنه مهما يكون الصبر مرًا فإن عاقبته جميلة دائمًا. كما أن الصابرين لهم ثواب كبير عند الله سبحانه وتعالى، كما أن هناك مقول تقول أن الصبر مفتاح الفرج. اصبر وستنال كل ما تريد. اصـبر قليلًا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.

‏صباح الصمود..
لاتستسلم أبدا..
لاتستسلم لهمومك،وأحزانك،ومواقف سلبية تمر بك..
كل من تراهم يعانون مثلك، التفت يمينا،وشمالا وستجد جرحى كثير من هذه الحياة،ولكن الفرق في الصبر والرضا..
تذكر دائما وأبدا بأنه:
لابطل من غير جروح
وأن العذاب في سبيل المجد عذب..
صباحك ومساءك صمود..

( لا تستَعجِل أمراً رجوت الله بِه ، فخير الله سيأتيكَ ولو بعدَ حين .)

قد يسوق إليكَ الله قدَرًا يُبكيك ساعةً ؛
لئلا تبكي بعدها دهرًا ..

قد يسوق إليكَ تأخيرًا لِأمرِك سَنةً ؛
لئلا تتوقف بعدَهَا الخيرات عنك دهرًا ..

قد يأخذ منك مقدار حبة مِن خردلٍ من رزقٍ ؛
ليغمرك بمِداد البحر أجرًا ..

قد يُذيقك ألم الوَحشَةِ ليلًا ؛
ليفتح على قلبك بابًا للأُنسِ به لا ينقطع سرمدًا ..

قد يُباعِد بينك وبين ما تمنى قلبك حِينًا ؛
ليختبر صبرك فيتركهُ لكَ أبدًا ..

قد يتركك تنادي طويلًا ؛ ظانًا أن صوتك لا صدى لهُ عِندَه :
لِتُطيل النداء ، فيزداد الدعاء ؛ فيعظُم العطاء ..

سيحتار عقلك في فهم كثير مِن الأحداث ، إلى أن يؤذَن لكَ :
بِرؤية حكمة الله في قضاءه ،
و رؤية رحمة الله في أقداره ..