اضافة رد |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-11-2016, 02:37 AM | #1 | |
~¦ رغد مميز ¦~
|
الطريـق إلى الله
الطريـــــــــق إلى الله هل أحسست مرة وأنت تقدم مساعدة لشخص لا تعرفه ، فتقيله من عثرة ، أو ترفع له حملاً لا يقوى على رفعه ، أو تناوله شيئاً لا تناله يده ، أو تدله على حل لإحدى مشكلاته ، أو تقوم له بعمل هو في حاجة إليه .. هل أحسست بالخفة تملأ نفسك ، فتكاد تحمل جسمك حملاً في الهواء ؟ هل أحسست روحك ترفرف عالية مستبشرة ، ونشوة خفية تملأ جناحيك ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل استأت مرة من صديق ، لأنه يقوم بعمل يؤذيك أو يتسبب في مضايقتك ؟ هل هممت أن تقاطعه فلا تكلمه بعد ذلك أبداً ؟ هل جمعت أمرك أن تلقيها في وجهه كلمة قاطعة : لست صاحبي ولا أعرفك منذ اليوم ؟ ثم رددت نفسك في اللحظة الأخيرة وقلت : إنه بشر ، وكل البشر يخطئون . وأنا أيضاً أخطئ أحياناً بغير قصد ، ثم يتبين لي ما أخطأت ؟.. وهل أقبلت على صديقك تكلمه كأنه لم يسئ إليك ، بل تكلمه مقبلاً عليه وقد أعطيته نفسك وقلبك .. حقاً لا رياء .. حقاً ينبع من أعماق نفسك ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل أحسست نحو إنسان أنك تحبه ؟ تحبه ولست في حاجة إليه ولا تنتظر نفعاً على يديه ؟ تحبه بلا ضغينة له في نفسك ولا غيرة ولا حقد ؟ تحبه فلا تقيس نفسك - سراً - إليه وتقول : ألم أكن أنا أولى منه بما هو فيه ؟ تحبه فلا تحسده على مزاياه ومواهبه بل تحبها كأنها هي ملكك ، وتتمنى له المزيد ؟ تحبه فتنجذب إليه كما ينجذب المغناطيس ، وتسري روحك على موجات الجاذبية خفيفة مرفرفة نشوانة كالفراشة التي ترفرف للنور ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل فتنتك هذه الفتاة الممشوقة الساحرة النظرات ؟ هل أحسست رعشة في كيانك و هزة في فؤادك ؟ هل اضطربت نفسك كلها كما تتحرك الرواسب الخامدة في الماء الرائق فإذا كله قد اضطرب وماج ؛ تيارات صاعدة هابطة ، وذرات تذهب وتجئ .. والماء الرائق صار مختلط اللون قد امتلأ " بالعكار " ؟ ثم هل تذكرت أنها ليست لك ؟ وأنه ليس لك أن تتبعها بخطواتك أو بنظراتك أو بمشاعرك ؟ هل أحسست – رغم الرغبة الجامحة التي تكاد تنتزعك من إطارك ، و تفلت بك من نفسك – أنك متنازل عنها .. عن الشهوة والفتاة ، وأنك تسترد أنفاسك اللاهثة وخفقاتك المضطربة .. وتهدأ وتطمئن ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل صفت نفسك في نور القمر ؟ هل سرحت طرفك في هذا الكون الحالم الغارق في الضياء ؟ هل نسيت نفسك ، وأحسست بالحواجز بينك وبين الكون تتذاوب وتختفي رويداً رويداً حتى إذا أنت جزء من العالم الواسع الفسيح ، وهو خاطرة تملأ فؤادك ؟ هل نسيت أحقادك وضغائنك وما بينك وبين الناس من صراع وتضارب ، وأحسست أنك والناس جميعاً ذرات خفيفة هائمة في الملكوت ، لا ينبغي أن تتصادم – فالكون فسيح – بل ينبغي أن يخلي بعضها الطريق لبعض ، و أن تتجاذب لتسبح معاً منسابة في النور ؟ هل أحسست أنك طليق كهذا الشعاع السارب في الفضاء ينقل بسمة القمر الحالم إلى وجه الأرض ؟ طليق من السلاسل التي تقيدك بالأرض ، طليق من شهواتك الجامحة ورغباتك المجنونة ، ونوازع الشر الحبيسة ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل أحسست بتلك القروش التي في جيبك كأنها ليست لك ؟ هل انقطعت السلسلة المتينة التي تشدك إليها وتشدها إليك ؟ هل بطل الجذب العنيف الذي يربط كلاً منكما بالآخر ؟ هل أحسست بدلاً من ذلك أن يدك تعبث بها لتخرجها من مكمنها ، نشوانة بما تفعل ، طليقة من الشح ، نشيطة إلى العطاء ؟ هل دسستها بعد ذلك في يد فلان من الناس وانطلقت نشيط الخطوات خفيف الروح ، كأنك تخلصت من ثقلة كانت تشدك إلى الأرض ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل أحسست بالألم يعتصر فؤادك ؟ ألم من كل نوع .. آلام شتى ، كلها مؤلم و كلها شديد .. هل أحسست أنك تتهاوى تحت وطأتها وأنك لا تستطيع احتمالها ؟ هل أحسست وخزها يدفعك إلى الصياح .. إلى التأوه .. إلى الانفطار .. إلى انهيار الأعصاب وانهيار السلطان على النفس ؟ ؛ ثم هل تمالكت نفسك رغم هذا ، وقلت تؤسى نفسك وتجمع شتاتها .. تصبرها .. فليكن ذلك في سبيل الله ..... إنها الطريق إلى الله .. . . يتبع من بعد إذن الله
hg'vdJr Ygn hggi hg'vvvdr hhi |
|
التعديل الأخير تم بواسطة دعاء 27 ; 19-11-2016 الساعة 02:50 AM
|
19-11-2016, 03:10 AM | #2 |
~¦ رغد مميز ¦~
|
رد: الطريـق إلى الله ..2
. . هل أحسست برغبة تدفعك إلى العبادة ؟ ؛ رغبة ملحة تقيمك وتقعدك ، ولا تجد راحتها إلا ابتهالاً إلى الله ، واستسلاماً لله ؟ وهل خشعت نفسك وأنت تلبي هذا الهاتف الذي يدفعك إلى الله ، واهتز وجدانك وشعرت بالقشعريرة تسري في كيانك ؟ هل أحسست انك لست في عالم الأرض ؛ لست في تلك البقعة التي يحددها الزمان والمكان المعلوم ، و أنك لست هذه الوشائج والعضلات والعظام ؛ وإنما أنت أمام الله ومع الله ، و أنت كيان لا حدود له ولا رسم ، لأنك روح تقبس من روح الله ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل أحنقك الشر يمرح في الأرض ؟ هل أحسست بهزة الغضب وأنت ترى الظلم يقع عليك وعلى غيرك من بني البشر ؟ هل رأيت أنه لا يجوز لك أن تسكت وأنه ينبغي أن تتحرك وتثور ؟ وانك أنت .. أنت قبل غيرك ، ينبغي أن تقول لهذا الشر مكانك ، فقد جاوزت حدك .؛ وهل علمت أنك لا شك متعرض للأذى حين لا تسكت على الظلم ، وحين تأخذ على عاتقك أن تقاومه وتعترض سبيله ؟ وهل علمت أن الأذى قد يشتد عليك حتى ليسلبك الراحة والأمن و رغد العيش .. وقد يسلبك الحياة ..؛ ثم ظلت نفسك على غضبها ، وعلى عزيمتها في الوقوف للظلم و صد العدوان ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل ضاقت نفسك بالحياة فما عدت تطيق آلامها وقسوتها ؟
هل تملَّكك الضجر واليأس ، وأحسست بالحاجة إلى الشكوى ؟ هل تلفت حولك فلم تجد من تشكو إليه ؟ لم تجد الصفي الذي يخلص لك حتى لتفتح له نفسك دون تحرج وتطلعه على كل خفاياك ؟ أو لم تجد راحة في شكواك إلى الناس ؟ ؛ ثم هل تطلعت إلى السماء وانفجرت بالشكوى ؟ ؛ هل وجدت الله وشكوت له بثك ونجواك ؟ هل أحسست أن هذا الحمم الذي تطوي ضلوعك عليه قد تدفق وتدفق ، وسال كلمات على لسانك وعبرات في عينيك ، وأنك أرسلتها كلها إلى القوة الكبرى القاهرة التي تملك كل شئ وتقدر على كل شئ ؟ ؛ وأحسست بالراحة والبرد والسلام إذ انطلقت تلك الشحنة الحبيسة و وصلت إلى غايتها ؟ ، وهدأت نفسك أنك أودعتها حيث ينبغي أن تودع وحيث لا تضيع ؟ إنها الطريق إلى الله .. هل ألممت بذنب ؟ هل جمحت نفسك فانطلقت من عقالها ، وأنت تغالبها فتغلبك ؛ أو تسكت عنها منذ البدء فتنطلق إلى حيث يغويها الشيطان ؟ هل وقعت الواقعة وانتهى الأمر ولم يعد إلى مرد من سبيل ؟ وهل أفقت من غفوتك على لذعات ضميرك ؟ هل نكست رأسك خجلاً من نفسك أن ضعفت وتلاشيت أمام الإغراء ؟ هل أحسست أنك لا شئ ؟ أنك تافه لا تستحق التقدير والاحترام ؟ هل انقلبت خطيئتك سجناً يحيط بك من كل جانب ، لا مهرب منه إلا إليه ، و حيثما توجهت سد عليك الأفق وحجبه بالظلمات ؟ و هل ضاقت نفسك بالحياة ؟ .. ثم .. هل انفتحت كوة من عالم الغيب ودخل منها بصيص من النور ؟ هل استروحت نسمات تدخل إليك من عالم سحيق ؟ هل أحسست بسمة حانية تطل عليك من ملكوت الله ؟ هل أحسست يداً رفيقة تأخذ بك من كبوتك ؟ هل أحسست صوتاً يهتف بك : " والله يحب المحسنين ، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم - ومن يغفر الذنوب إلا الله – ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون . أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم و جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين " . وصوتاً آخر يهتف بك : " كل ابن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين التوابون " . وهل غمرتك غمرة من نور ؟ وهل اندفعت قائماً تذكر الله وتستغفر الله ، وتتوب إليه ، وتمسح الخطيئة من ضميرك ، وتعزم عزمة الواثق أن لن ترجع إليها .. وهل أحسست أنك مندفع إلى الله أكثر حماسة مما كنت من قبل ، وأشد تعلقاً به مما كنت من قبل ، وأكثر إقبالاً على نوره مما كنت من قبل .. إنها الطريق إلى الله .. هل أحسست – وقد فرغت من عملك ومن جهاد يومك – أنك لا تملك من أمر نفسك شيئاً ؟ وانك مهما عنيتها بشئون الحياة فليس من وراء ذلك إلا تعب الخاطر ومشغلة الفكر ؟ ؛ وأن عليك أن تسعى ولكنك لا تملك نتيجة السعي ولا تعلم أيان مرساه ؟ هل شعرت أن القوة الكبرى هي التي تدبر كل شئ وتمنح كل شئ ؟ هل شعرت انك أديت واجبك كما ينبغي ، وفي حدود طاقتك ، وأنه ليس في وسعك بعد ذلك إلا أن تنتظر أمر الله ؟ وهل حداك هذا إلى أن تكل أمرك إلى الله وتضع في رعايته الحمل الذي يثقل ظهرك والمشغلة التي تأكل فؤادك ؟ وهل أحسست أنك آمن على هذا الحمل حقاً وهو في رعاية الله ؟ وأنه هناك كأنك أنت الساهر على حراسته ؟ وهل ملأت قلبك الطمأنينة إليه ؟ ونمت وفي خاطرك أنه يرعاك وأنت نائم ، ويدبر لك أمرك وأنت غاف عن الإدراك ؟ إنها الطريق إلى الله .. الداعية والأديب محمد قطب |
التعديل الأخير تم بواسطة دعاء 27 ; 19-11-2016 الساعة 03:16 AM
|
19-11-2016, 12:34 PM | #3 | |
|
رد: الطريـق إلى الله
انتقاء جميل
و طرح في غايه آلروعه وآلجمال تسلم يمينك ..وَ بإنتظآر جديدك ..لاهنتِ |
|
|
14-03-2017, 12:07 PM | #6 | |||||
~¦ رغد مميز ¦~
|
رد: الطريـق إلى الله
|
|||||
|
اضافة رد |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الطررريق, ااه |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح حديث احفظ الله يحفظك .. لابن عثيمين رحمه الله | пαнεɔ | ٱلسًيّرة ٱلنٌبّوِيّة وِتُرٱجَم ٱلعلمٱء والحديث | 2 | 18-10-2016 06:32 AM |
خلفيات دينية | حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى الله راغبون | пαнεɔ | -خَلفيآت وَ رَمزيآتَ Social Media | 1 | 12-04-2016 10:55 PM |
تفسير الآية فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام | اميره الخليج | _ التوحيد والقرآن الكريم وتفسيره | 4 | 09-07-2015 06:44 AM |
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى | juman96 | - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية | 2 | 07-01-2015 08:36 AM |
تقوى الله منهج حياة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح | مُزُنْ | - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية | 2 | 20-11-2014 02:22 PM |