أسباب مضاعفة الأجور / 3 ، 4

أسباب مضاعفة الأجورالجزء الثالث

للشيخ عبدالرزاق البدر

=======================

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صل الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين

ان مضاعفة العمل بالحسنة الى عشر أمثالها وهذا لا بد منه في كل عمل صالح كما قال تعالى (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ))

وأما المضاعفة بزيادة عن ذلك فلها أسبابها وتكون متعلقة بالعامل أو بالعمل نفسه أو بالزمان أو بالمكان أو بآثار العمل

ومن أهم أسباب المضاعفة أن يحقق العبد في عمله الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قال السلف رحمهم الله قديماً : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة

فالعمل اذا كان من الأعمال المشروعة وقصد العبد رضى ربه وثوابه وحقق هذا القصد فهذا هو الداعي للعمل قال سبحانه وتعالى : (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )) فيتضح من الآية

1- أن يكون العمل صادراً عن ايمان بالله ورسوله
2- ن يكون الداعي له لأمر الشرع
3- أن يكون القصد منه وجه الله ورضاه

وكما قال تعالى : (( إنما يتقبل الله من المتقين )) أي المتقين لله في عملهم بتحقيق الإخلاص والمتابعة أي يكون عملهم خالصاً لله موافقاً لهدي رسول الله صَل الله عليه وسلم ، وقد قال طلق ابن حبيب رحمه الله تعالى في تعريفه للتقوى تقوى الله أن تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فنبه على الأمرين الذين تحقق بهما التقوى في العمل ، المتابعة في قوله على نور والاخلاص رجاء ثواب الله وخوف عقاب الله ، فتكون الأعمال خالصة لله سبحانه وتعالى وان تكون صوابا على هدي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه فاذا افتقد العمل الاخلاص أو افتقد المتابعة لم يقبل أو افتقدهما معا

إن القليل من العمل مع الإخلاص الكامل يرجع بالكثير الذي لم يصل الى مرتبة الإخلاص

مثال :- الصلاة سجودها ، ركوعها أعمالها واحدة والكل يصلي خلف امام واحد ولكن هذا المصلي وذاك يتفاوتون في الأجر تفاوتاً عظيماً بحسب ما قام في قلوبهم من الاخلاص وقوته ، لذلك الأعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الإيمان والاخلاص

ومثال آخر عن جانب آخر يتحدث عن الاخلاص لله تبارك وتعالى في ترك المحرمات وترك ما تشتهيه النفوس مما يغضب الله سبحانه وتعالى ويسخطه جل وعلا ، وان الناس يتفاوتون تفاوتاً عظيماً في تركهم للمعاصي بعضهم يترك المعصية حفاظاً على جسمه او نحو ذلك ومنهم من يترك المعصية لا يتركها إلا لأجل الله ولم يقم في قلبه حين تركها إلا لأجل الله سبحانه وتعالى

ومثال على ذلك قصة الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة في الغار

لقد ورد لدينا استفسار هل السيئة يضاعف عقابها

كل سيئة بمثلها لكن السيئة في الوقت الحاضر وفي الزمان الحاضر تكون مغلظة بالكيفية لا بالكمية ، فالعقوبة في المكان الفاضل أو الزمان الفاضلأعظم فالعقوبة عليها أغلظ لأن العقوبة على الذنب ترجع الى الأمور التي احتفت بالذنب ، فالعقوبة عليه ترجع الى جنس الذنب والى الأمور التي تحتف بالذنب

والشاهد أن العمل السيئ أو المعصية يغلظ ثوابها وعقوبتها عند الله سبحانه وتعالى بحسب الأمور اما الزمان أو المكان

============================================

أسباب مضاعفة الأجور الجزء الرابع

للشيخ عبدالرزاق البدر

=======================

· القليل من العمل مع الاخلاص الكامل يرجع بالكثير الذي لم يصل في مرتبته الى قوة الاخلاص
· الأعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم في القلوب من الايمان والاخلاص
· أيضا يدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الاخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة اذا تركها خالصا من قلبه ولم يكن لتركها من الدواعي غير الاخلاص
· الاخلاص له أثر عظيم في رفعة العمل وعظم ثوابه وتضعيف أجره عند الله سبحانه وتعالى
· ذكر الشيخ أمثلة على ما سبق قول النبي عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
· ان التضعيف في الأجر والثواب العظيم الذي يترتب على الصيام والقيام في شهر رمضان المبارك عائد ليس الى صورة العمل فحسب بل لما جاء في الحديث قال ايمانا واحتسابا أي ايمانا بالله واحتسابا لأجره وثوابه مخلصا في عمله مريدا به وجه الله سبحانه وتعالى
· تتضاعف الأجور بحسب الاخلاص قوة وضعفا وزيادة ونقصا وان أهل الاخلاص يتفاوتون في اخلاصهم فمنهم من كان اخلاصه قوي كامل ومنهم من هو دون ذلك ومنهم من لا اخلاص عنده
· ترك الحرام وتجنب الآثام يعد عملا صالحا في جملة وعداد الأعمال الصالحة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ، فاذا قيل ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يندرج تحت قوله عملوا الصالحات أي فعلوا الأوامر وتركوا النواهي
· إعفاف المرء نفسه منعها وحجزها عن الحرام وابعادها عما نهى الله تبارك وتعالى عنه خوفا من الله ورجاء ثوابه وتحقيقا لتقوى الله واخلاصا لله جل وعلا مع وجود المغريات من حوله متكاثرة تدفعه للحرام ويتركها خوفا من الله فله عظيم الأجر وترتفع به درجاته عند الله سبحانه وتعالى ويعلو مقامه
· الشاهد من قصة أصحاب الغار أن هؤلاء الثلاثة قامت التروك عندهم على الاخلاص لله وقصد التقرب لله فدخلت في جملة قرباتهم وكانت من عظيم أعمالهم التي توسلوا الى الله سبحانه وتعالى بها وكانت سببا للفرج وزوال الكرب والشدة

=============================================
اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك لا سمعة ولا رياء
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل



https://youtu.be/X3NpgeFws6w



https://youtu.be/PXquTaoU0BE

المصدر: منتديات رغد الشمال - من قسم: - روحآنيةة مُسلم ومِسًـلَمِة ,صَوتيآتْ إسلآمية

---

Hsfhf lqhutm hgH[,v L 3 K 4

أجزل الله لك المثوبة .. واثقل بكل حرف خطته أناملك موازين حسناتك..